حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)


قضت محكمة سبها الابتدائية، جنوب ليبيا، أمس، برفض الطعن المقدم من مفوضية الانتخابات على ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية وقررت استمراره في السابق الانتخابي. 
وأكد عضو الفريق السياسي لسيف الإسلام القذافي، محمد القيلوشي، أن محكمة الاستئناف بمدينة سبها قضت بإلزام المفوضية العليا للانتخابات بإدراج المرشح سيف الإسلام القذافي ضمن القائمة النهائية للمرشحين، بعد رفض طعنها المقدم لها شكلاً. 
كما أجلت محكمة استئناف طرابلس أمس، النظر في حكم محكمة الزاوية بشأن استبعاد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر من السباق الرئاسي إلى اليوم الاثنين، وذلك في ظل ضغوطات كبيرة تتعرض لها السلطات القضائية في ليبيا خلال الأسابيع الماضية.
بدوره، طالب عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي أحمد الشركسي، أمس، المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا بتشكيل «لجنة عليا للطعون» للفصل بشكل نهائي في طعون المرشحين للرئاسة كافة، سواءً من أسقطتهم مفوضية الانتخابات أو من أسقطوا الطعون وعادوا بالاستئناف، على أن تكون اللجنة مركزية وتبت في الأمر خلال ثلاثة أيام من تشكيلها.
وفي ذات السياق، أكد رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح أن جميع الطعون التي صدرت ضد المفوضية من لجان الطعون الابتدائية، استُؤنف عليها دون استثناء، لافتاً إلى أن ما يشاع أن المفوضية استأنفت فقط ضد مرشح بعينه، الغرض منه تضليل الرأي العام، واستعطاف الناخبين لكي يتحصلوا على أصواتهم، وهو نوع من الدعاية الانتخابية السوداء.
ويعقد رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح اجتماعاً اليوم، في مدينة القبة شرق البلاد، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح للتشاور حول آخر مستجدات العملية الانتخابية في البلاد.
إلى ذلك، طالب عشرات النواب الليبيين بعقد جلسة طارئة خلال ساعات لإنقاذ العملية الانتخابية الجارية من شبهات التزوير والتدخلات الخارجية وتجاوز القانون، ومحاولات التأثير على قرارات القضاء، مؤكدين أنهم يتابعون التطورات السلبية للعملية الانتخابية وعدم تنفيذ القانون والالتفاف عليه من قبل المؤسسة القضائية والمفوضية العليا للانتخابات والسكوت على شبهات التزوير والتأثير على القضاء ترهيباً وترغيباً، على حد قولهم.
وكان 72 نائباً ليبيا قد طالبوا بجلسة طارئة اليوم الاثنين، لبحث التطورات السياسية للعملية الانتخابية إلا أن مصادر برلمانية متطابقة أكدت لـ«الاتحاد» أنه من المرجح عقد الجلسة يوم غد الثلاثاء بعد مخاطبة رئاسة المجلس بضرورة عقد الجلسة.
وشدد النواب الليبيون على ضرورة حضور رئيس المفوضية العليا للانتخابات وممثلي المؤسسات الأمنية والقضائية المشرفة على العملية الانتخابية الجلسة البرلمانية المقبلة وخضوعهم للمساءلة، محذرين من إعلان القائمة النهائية للمرشحين قبل انتهاء جلسة المساءلة، ليتسنى للبرلمان الليبي تقييم الوضع ودراسة سبل إنقاذ العملية الانتخابية وضمان إجرائها في موعدها وفي بيئة أمنية وسياسية مناسبة وفقاً للتشريعات الصادرة.
وأكد النواب رفضهم الرضوخ لضغوطات خارجية وصفوها بـ«المشبوهة» أو أن يكونوا «شهود زور على حفلة تزوير وشراء أصوات وامتهان المؤسسة القضائية» بحسب وصفهم، مشددين على دعمهم لعملية إجراء انتخابات قانونية حرة ونزيهة وذات مصداقية أو وضع خارطة طريق جديدة وفق الإعلان الدستوري وتعديلاته الأحدى عشرة.
ويزداد التوتر السياسي والأمني في ليبيا مع قرب عقد الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، وسط تحذيرات من أطراف داخلية وخارجية من فشل إجراء الانتخابات حال عدم توافر ضمانات للقبول بنتائج العملية الانتخابية.
من جانبه، استبعد عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب في تصريحات لـ«الاتحاد» تأجيل الانتخابات، مشيراً إلى أن الدعوة لعقد جلسة طارئة هدفه معالجة مسار الانتخابات في ليبيا بعد انحرافه. فيما رأى عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي أن الانتخابات لن تحدث في موعدها المقرر، داعياً مجلس النواب لمنع الحكومة من الاستمرار في تمزيق البلاد، بحسب ما كتبه عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك».
في غضون ذلك، تغادر اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» اليوم، إلى العاصمة الروسية موسكو، لعقد اجتماعات مع المسؤولين الروس، وذلك للتشاور حول آلية إخراج المرتزقة والقوات والمقاتلين الأجانب من البلاد، بحسب ما أكده عضو اللجنة العسكرية اللواء مختار النقاصة في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد».
وأشار اللواء مختار النقاصة إلى أن الاجتماعات التي عقدتها اللجنة العسكرية المشتركة مع الجانب التركي بحضور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تطرقت لعدد من الملفات، واصفاً الاجتماع الذي جرى على مدار اليومين الماضيين بـ«الإيجابي بكل المقاييس».
يذكر أن اللجنة العسكرية الليبية المشتركة قد توصلت خلال اجتماعاتها في القاهرة إلى اتفاق مع دول جوار جنوب ليبيا لإخراج المرتزقة من المدن الليبية، بالإضافة لترحيب الجانب التركي بإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب شريطة أن يكون الخروج بشكل متزامن.