نيقوسيا (وكالات) 

عبّر البابا فرنسيس، أمس، في أول محطة من زيارته إلى قبرص، عن «قلق شديد» إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، وذلك في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله.
وقال البابا في كاتدرائية سيدة النعم في نيقوسيا القديمة، وفق الترجمة إلى العربية التي وزعها الفاتيكان: «عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم»، مضيفاً: «إنني أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب لك البلد».
ووصل البابا، بعد ظهر أمس، إلى جزيرة قبرص في زيارة تشمل اليونان أيضاً، يحمل خلالها مرة أخرى لواء الدفاع عن المهاجرين، ويشدّد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.
وكانت في استقبال البابا على أرض المطار رئيسة مجلس النواب القبرصي إنيتا ديميتريو، وعدد من المسؤولين، فيما رددت مجموعة من الأطفال رفعت أعلاماً قبرصية ولبنانية «أهلاً وسهلاً في قبرص!» و«صلِّ من أجل لبنان».
وهو البابا الثاني الذي يزور قبرص بعد أحد عشر عاماً على زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الجزيرة المتوسطية الصغيرة ذات الغالبية الأرثوذكسية والدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي المقسمة نتيجة اجتياح أجنبي. وتستغرق الزيارة يومين.
وانتقل البابا فوراً إلى كاتدرائية سيدة النعم في نيقوسيا القديمة، حيث التقى ممثلي الكنيسة المارونية. وكانت الشرطة قطعت صباح أمس بعض الطرق المؤدية إلى الكاتدرائية.
وفي الشارع المحاذي للكاتدرائية، اصطف عشرات الأشخاص لالتقاط الصور والمشاهد عبر هواتفهم مع مرور موكب البابا. وصفقوا، وأطلقوا الصيحات فيما لوح البابا من سيارته باتجاههم.
واستقبل البابا بالتصفيق عند دخوله الكاتدرائية، التي غصت برجال الدين والراهبات وممثلي الرعايا والجمعيات القبرصية واللبنانية.
ويشكل القداس العام الذي يحييه البابا في الملعب البلدي في نيقوسيا، صباح اليوم، ذروة الزيارة. وهو الحدث الوحيد الذي سيتمكن فيه كل أتباع الكنيسة الكاثوليكية من كل المذاهب والبالغ عددهم حوالي 25 ألفاً، بين موارنة وكاثوليك معظمهم من المهاجرين الآسيويين، من رؤية البابا ومشاركته في الصلاة.
ومساء اليوم، يترأس البابا صلاة مسكونية دعيت إليها مجموعة من المهاجرين.
وبحسب السلطات القبرصية، قد يكرر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية عام 2016، عندما اصطحب معه إلى الفاتيكان ثلاث عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني إلى اليونان، مشيرة إلى أن مفاوضات جارية ليصطحب معه عندما يغادر الجزيرة، عدداً من المهاجرين.