أديس أبابا (وكالات) 

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، توجهه إلى الجبهة لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمرّدين، في وقت تقترب فيه المعارك أكثر فأكثر من العاصمة أديس أبابا، فيما حذّرت واشنطن من أن التصعيد «المقلق» في إثيوبيا يهدد التقدم الدبلوماسي.
وقال آبي في بيان نشره على حسابه في موقع «تويتر»: «سأتوجّه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلّحة».
وأضاف مخاطباً «أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء إثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم.. لاقونا في الجبهة».
وأسفرت الحرب التي اندلعت في 4 نوفمبر 2020 في إقليم تيجراي، شمال البلاد بين القوات الاتّحادية وجبهة تحرير شعب تيجراي المدعومة من جيش تحرير أورومو، عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
ويأتي بيان رئيس الوزراء في وقت زعمت فيه جبهة تحرير شعب تيجراي مواصلة تقدّمها باتجاه أديس أبابا، مشيرة إلى أنّها سيطرت على بلدة شيوا روبت الواقعة على بُعد حوالي 220 كيلومتراً من العاصمة.
وأصدر رئيس الوزراء بيانه في أعقاب اجتماع حول الوضع العسكري الراهن عقدته اللجنة التنفيذية لحزب «الازدهار» الحاكم. وفي ختام الاجتماع الحزبي، أعلن وزير الدفاع أبراهام بيلاي أنّ القوات الأمنية ستنخرط «في عمل مختلف»، من دون مزيد من التفاصيل. وقال الوزير: «لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، وهو ما يعني أنّه سيكون هناك تغيير». وأضاف: «ما حدث وما يحدث لشعبنا من فظائع ترتكبها هذه المجموعة المدمّرة الإرهابية واللصوصية لا يمكن أن يستمرّ».
وكانت الحكومة الاتّحادية أعلنت في 2 نوفمبر حالة الطوارئ لستّة أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم في ظلّ تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي وحلفائهم نحو العاصمة.
لكنّ السلطات تؤكّد في الوقت نفسه أنّ ما يعلنه المتمرّدون من تقدّم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.
وأرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مراكز للجيش الاتحادي.
وفي أعقاب معارك طاحنة، أعلن آبي النصر في 28 نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
ويبذل المبعوث الأميركي لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان ونظيره الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو جهوداً حثيثة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومع إعلان متمردو تيجراي أنهم يواصلون تقدمهم باتجاه العاصمة أديس أبابا، دعت كل من فرنسا وألمانيا رعاياهما إلى مغادرة إثيوبيا. 
وقالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين: «جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسمياً لمغادرة البلد في أقرب وقت».
ويقوم موظفو السفارة بالإجراءات لتسهيل مغادرة الرعايا بحجز مقاعد لهم على رحلات تجارية، وسينظمون «في حال الضرورة» رحلة تشارتر، حسبما جاء في الرسالة الإلكترونية.
وكانت دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد وجهت تحذيرات مماثلة في الأسابيع القليلة الماضية، وسحبت في الوقت نفسه موظفين غير أساسيين.
ولم يستبعد مسؤول في السفارة الفرنسية «مغادرات طوعية لموظفين من السفارة، وخصوصاً ممن لديهم عائلات».
وحثت ألمانيا رعاياها، أمس، على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة. وأضافت وزارة الخارجية في بيان: إن المواطنين الألمان ما زالوا قادرين على استخدام مطار أديس أبابا الدولي للرحلات العابرة «الترانزيت».

الأمم المتحدة: إجلاء عائلات موظفين 
تعتزم الأمم المتحدة إجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا التي تشهد حرباً، حسبما جاء في وثيقة رسمية أمس، مع إعلان المتمردين أنهم يواصلون تقدمهم نحو أديس أبابا.
وطلبت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة من الهيئة أن «تنظم عملية الإجلاء، وتحرص على أن يغادر جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم ذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021».
وبحسب الأمم المتحدة، تتهدّد المجاعة مئات الآلاف في إقليم تيجراي من جراء النزاع الذي أسفر أيضاً عن آلاف القتلى وأكثر من مليوني نازح.