طرابلس (أ ف ب)
أدت الحرب الأهلية التي استمرّت عقداً، بعد سقوط نظام معمر القذافي، إلى دمار كبير على الأرض، وكذلك في نفسيات العديد من الليبيين الذين لا يزالون يحاولون تجاوز الصدمات النفسية التي نجمت عنها، بين «خوف من الفراغ» و«اكتئاب».
وكانت ميادة محمّد، البالغة 21 عاماً، في العاشرة من عمرها في 2011 حين اندلعت في ليبيا الثورة التي أسقطت نظام القذّافي. وتركت دراستها منذ عامين «بسبب الحرب» فأصبح منزلها خلوتها التي نادراً ما تخرج منها بسبب «خوفها من الفراغ». وتقول: «أصبح الخروج من البيت، حتى مع أهلي أو إحدى صديقاتي، صعباً جداً لأنني اشعر بالضعف والغثيان وتتسارع دقات قلبي، حتى أنّني أخاف من السقوط أرضاً من شدة الاضطراب». ولم يعرف شقيقاها، البالغان 12 و14 عاماً، «إلّا الحرب والاقتتال وأصوات المدافع المرعبة والرصاص والقذائف التي كانت تمر فوق بيتهم في طريق المطار». وتضيف: «إن الأطفال الليبيين ضحايا الحروب والقتال، لا يسمع أحدٌ صوتهم، ولا يرى أحدٌ مأساتهم، وسيكبرون مع هذه الذكريات الأليمة مثلي تماماً».
وتلى توقف الحرب في صيف 2020 توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار في أكتوبر نصّ على إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في غضون 90 يوماً. لكن لم يسجل مذاك أي انسحاب كبير لهم في ظلّ عدم استقرار أمني.