أديس أبابا (وكالات)
أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن إثيوبيا تحتجز 72 سائقاً يعملون لصالح برنامج الأغذية العالمي في مدينة بشمال البلاد، على الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة تيجراي المهددة بخطر المجاعة.
وقال ناطق باسم الأمم المتحدة: «نؤكد أن 72 سائقاً تعاقد معهم برنامج الأغذية العالمي محتجزون في سيميرا، ونحن على اتصال مع الحكومة الإثيوبية لفهم أسباب احتجازهم».
وأضاف: «ندعو الحكومة إلى ضمان سلامتهم والحماية الكاملة لحقوقهم القانونية والإنسانية».
وأعلنت إثيوبيا، الأسبوع الماضي، حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد، لمدة ستة أشهر، مع تزايد المخاوف من تقدم مقاتلي «جبهة تحرير شعب تيجراي»، وحلفائهم من «جيش تحرير أورومو» نحو العاصمة أديس أبابا. وتحالفت الجماعتان في أغسطس الماضي.
ويأتي الإعلان عن احتجاز السائقين، بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة قيام السلطات الإثيوبية باعتقال 22 من موظفي الأمم المتحدة في العاصمة أديس أبابا، خلال مداهمات استهدفت متحدرين من إقليم تيجراي، بموجب حالة الطوارئ.
وجرى الإفراج عن ستة من الموظفين، بينما بقي 16 منهم قيد الاعتقال بعدما أوقفتهم السلطات، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك.
ولم تتوفر، حتى الآن، أي معلومات بشأن الانتماء الإتني للسائقين الذين تم احتجازهم في سيميرا. وكانت الأمم المتحدة عينت في السابق متحدرين من إتنية التيجراي لنقل الغذاء، ومساعدات أخرى إلى الإقليم.
ويأتي ذلك بينما يكثف المبعوثون الأجانب الجهود الرامية لحلّ النزاع في إثيوبيا، حيث أكدت الولايات المتحدة وجود «نافذة صغيرة» للتوصل إلى اتفاق.
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة، يوم الجمعة الماضي، بينها جبهة تحرير شعب تيجراي وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد.
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا، في وقت يشهد النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيداً. وأمرت الحكومة الأميركية، يوم السبت، دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.
وهيمنت «جبهة تحرير شعب تيجراي» على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالي ثلاثين عاماً، بعدما سيطرت على أديس أبابا، وأطاحت النظام العسكري الماركسي في 1991. وأزاح آبي أحمد الذي عُيّن رئيساً للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم، فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيجراي.
وبعد خلافات استمرّت أشهراً، أرسل آبي أحمد الجيش إلى تيجراي في نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، التي اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفيدرالي.
وأعلن انتصاره في 28 نوفمبر. لكن في يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيجراي، وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية، وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة، حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفاً أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.
وبحسب تقديرات للأمم المتحدة، فإن 15 في المئة فقط من المساعدات الضرورية دخلت من سيميرا إلى تيجراي منذ منتصف يوليو الماضي، بينما يعيش مئات آلاف الأشخاص، في ظروف شبيهة بالمجاعة هناك.
وأعلنت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أنه لم تدخل أي شاحنة تحمل مساعدات إلى شمال إثيوبيا منذ 18 أكتوبر الماضي، بينما منعت تحركات عمال الإغاثة داخل وخارج المنطقة براً منذ 28 من الشهر الماضي.
برلين تدعو رعاياها إلى مغادرة أديس أبابا
دعت الحكومة الألمانية رعاياها الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرة البلاد، في ظل الصراع العنيف الدائر هناك. وأصدرت الخارجية الألمانية، أمس، توصية إلى الرعايا الألمان باستغلال الرحلات الجوية التجارية، التي لا تزال متاحة لمغادرة البلاد. وكانت الخارجية الألمانية حذرت المواطنين من السفر إلى بعض مناطق الصراع في إثيوبيا، لكنها عادت الآن ووسعت نطاق تحذيرها ليشمل جميع أنحاء الدولة الواقعة شرقي أفريقيا، باستثناء استخدام مطار العاصمة أديس أبابا كمحطة توقف «ترانزيت»، خلال الرحلة إلى دول أخرى.
ويشار إلى أن الصراع بين الحكومة الإثيوبية و«جبهة تحرير إقليم تيجراي»، شمالي البلاد، قد اتسع نطاقه خلال الأيام الماضية، ليشمل مناطق أخرى، كما ازدادت حدة المعارك بين طرفي الصراع. وكان مئات الآلاف نزحوا فراراً من العنف، وهناك نحو 400 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة.