تعز (وكالات)
طالبت الكتلة البرلمانية اليمنية، أمس، الأمم المتحدة بممارسة دور أكبر تجاه ما تعانيه محافظة تعز، وسرعة اتخاذ الإجراءات الرامية لتخفيف المعاناة، وتسهيل حرية تنقل سكانها، والضغط لفتح طريق «الحوبان» كممر إنساني للمرضى والنساء وكبار السن، ووقف القصف اليومي للمنازل والمدارس والمستشفيات والمؤسسات والأعيان المدنية.
ودعا رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، أمس، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبيرج، الذي بدأ زيارة إلى تعز أمس الأول، إلى نقل صورة واضحة عن حجم المعاناة التي تعيشها المحافظة، وبقية المحافظات، نتيجة تعنت ميليشيات «الحوثي» الانقلابية، واستمرارها في استبدال الديمقراطية والتداول السلمي وحقوق الإنسان بالخرافات والعنصرية، وتلغيم عقول الطلاب بمناهج طائفية ودفعهم إلى أتون المعارك.
وأشار، خلال مداخلته عبر الاتصال الهاتفي في اجتماع ضم عدداً من النواب مع المبعوث الأممي بمدينة التربة، إلى أن تعز تمتلك رصيداً سياسياً وتعددياً، وتعتبر عاصمة الثقافة اليمنية، وتشكل رقماً مهماً في كل المتغيرات والمنعطفات الوطنية.
وأضاف: «لابد أن تكون حاضرة بمعاناتها في أروقة وتقارير الأمم المتحدة، وإطلاع المجتمع الدولي على ما تعانيه المحافظة، وهو ما يتوجب ممارسة الضغوط الدولية على الميليشيات، لفتح الطرق وتخفيف حدة المعاناة، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد».
وأشار رئيس مجلس النواب إلى القصف العشوائي الممنهج للأحياء السكنية وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، وتعمد الميليشيات إغلاق الطرق الرئيسة للمحافظة أمام حرية التنقل والسفر ونقل البضائع والسلع، وهو ما فرض أعباء إضافية على سكان تعز، واستمرار الاختطافات في الطرقات وتقييد حرية المواطنين واستهداف المنشآت المدنية والتعليمية ومحطات الكهرباء وقطع المياه والسطو بقوة السلاح على الموارد وفرض رسوم ضريبية وجمركية مخالفة، لا تخضع للقانون.
وسلط عدد من أعضاء مجلس النواب الضوء على جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، ورفض الحوار حول فتح ممرات إنسانية تربط المدينة بمنطقة الحوبان، واستمرارها في قصف المنازل والأحياء السكنية في ظل استمرار صمت الأمم المتحدة ومنظماتها.
وأضافوا: «الصمت الدولي يشجع الميليشيات على الاستمرار في ارتكاب مجازر وحشية، بشكل يومي، وترفض الانصياع للحوارات والمفاوضات وأصدرت أحكام إعدام بحق أعضاء مجلس النواب وغيرهم، في إطار نهجها الإرهابي، والتمييز بين الناس ونسف الدستور والقانون والقيم الديمقراطية والإنسانية».
إلى ذلك، ناقش وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أحمد عوض بن مبارك، أمس، مع رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى اليمن كاترينا ريتز، برامج وأنشطة الصليب الأحمر في اليمن والتعاون والتنسيق بين المنظمة والحكومة، لتسهيل مهامها في ظل الأزمة الإنسانية، التي يواجهها الشعب اليمني جراء الحرب المستمرة من قبل ميليشيات «الحوثي».
وتناول الجانبان عدداً من القضايا المتصلة بدعم عمل المنظمة، وتسهيل مهامها وتعزيز دورها الإنساني، لا سيما في المناطق شديدة الاحتياج.
وتطرقت ممثلة الصليب الأحمر إلى أنشطة وبرامج المنظمة في عدد من المحافظات، خصوصاً محافظتي مأرب والضالع، وتدخلاتها الإنسانية في مناطق المواجهات، واستئناف برامج التدريب الخاصة بالتوعية بالقانون الدولي الإنساني.
وحث وزير الخارجية على ضرورة مضاعفة العمل الإنساني بمحافظة مأرب، لمواجهة متطلبات موجات النزوح الجديدة، ومساعدة ضحايا الاستهداف «الحوثي» المستمر للأحياء السكنية والمناطق المأهولة.