نيروبي  (وكالات) 

كشفت وسائل إعلام رسمية، أمس، أن الجيش الإثيوبي دعا  عناصره السابقة إلى الانضمام للعودة لصفوف الجيش لصد تقدم قوات تيجراي، فيما شكلت تسعة فصائل مناهضة للحكومة تحالفاً جديداً لإسقاط حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد.
وأُطلق على التحالف الجديد اسم «الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية»، ويضم تحت لوائه «الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي»، التي تقاتل حكومة آبي منذ عام، في حرب أودت بحياة الآلاف، وأرغمت أكثر من مليونين على النزوح.
ولا يزال تأثير هذا التحالف على الصراع غير مؤكد، وقال دبلوماسي مطّلع على القضايا الأمنية:  «إذا كانوا جادين فعلاً في تصميمهم على حمل السلاح ضد الحكومة، من المحتمل أن تكون هذه مشكلة حقيقية» بالنسبة إلى آبي أحمد، موضحاً أنه لا يعرف معظم هذه الجماعات وعديدها ومواردها.
ويبدو أن هذا التحالف الجديد يعكس رغبة «جبهة تحرير شعب تيجراي» في إظهار حصولها على دعم في مناطق أبعد من تيجراي.
ومع اتساع رقعة الصراع وتصاعد تهديدات تيجراي والقوات المتحالفة معها بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا، ناشدت القوات المسلحة الاتحادية جنودها المتقاعدين وقدامى المحاربين الانضمام إلى صفوف الجيش، وحددت مهلة للتسجيل حتى 24 نوفمبر.
وطلبت الحكومة والسلطات المحلية،  الأسبوع الماضي، من المدنيين في العاصمة تسجيل أسلحتهم والاستعداد للدفاع عن مناطقهم.
ودعت دول أفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، أمس الأول، بعد أن قالت «قوات  تيجراي» في الشمال: إنها اقتربت من العاصمة أديس أبابا خلال الأسبوع الجاري.
وقال يوهانيس أبرهة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي: إن التعاون بين أطراف التحالف الجديد المناهض للحكومة يغطي الجوانب السياسية والعسكرية والدبلوماسية، ويوسع نطاق الاتفاق القائم فعلياً بين الجبهة وجيش تحرير أورومو.
وأضاف: «ندرس وضع ترتيب انتقالي، وبيننا اتفاق على أن النظام الحاكم الآن يجب أن يرحل بأسرع ما يمكن».
وأوضح أن التحالف الوليد لا يجري أي اتصالات بحكومة آبي أحمد، لكنه يعتزم بدء التواصل مع الحكومات والهيئات الأجنبية.
من جانبها،  أشارت بيلين سيوم المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، رداً على سؤال عن التحالف الجديد، إلى تعليق نشرته على موقع تويتر وتدافع فيه عن حكم آبي أحمد منذ توليه السلطة في 2018.
وكتبت سيوم في المنشور: «أتاح فتح المجال السياسي قبل ثلاثة أعوام فرصة كبيرة للمتنافسين، لتسوية خلافاتهم عبر صندوق الانتخابات في يونيو 2021». ولم تشر إلى التحالف بشكل مباشر.
وأعيد انتخاب حزب آبي أحمد في يونيو الماضي.
من جانبه، وصف المدعي العام، جيديون تيموثيوس، التحالف بأنه «حيلة دعائية»، وقال: إن لدى بعض الجماعات سجلاً حافلاً من «التطهير العرقي».
ودعا وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين، أمس الأول،  إلى وقف إطلاق النار، وقال: «يجب أن يتوقف الصراع في إثيوبيا».
وقبل الإعلان عن التحالف الجديد كان «جيش تحرير أورومو» انضم بالفعل إلى «قوات تيجراي». وأكدت الجماعتان  أنهما في بلدة كميسي في ولاية أمهرة، على بعد 325 كيلومتراً من العاصمة.
واتهمت الحكومة «قوات تيجراي» بالمبالغة في تصوير مكاسبها على الأرض.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أمس:  إن قواتها تقترب من مدينة ميله، الأمر الذي يمكنها من قطع الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة.
ونفى المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو، أمس، هذا الادعاء، قائلاً: إن القتال يدور على بعد 80 كيلومترا من ميله.

واشنطن تطلب من الأميركيين المغادرة «في أسرع وقت»
طلبت الولايات المتحدة، أمس، من الأميركيين الموجودين في إثيوبيا «مغادرة البلاد في أسرع وقت»، على وقع «تصاعد» وتيرة النزاع.
وقالت السفارة الأميركية في أديس أبابا عبر «تويتر»: «نوصي بشدة المواطنين الأميركيين بالعدول عن التوجه إلى إثيوبيا، وأولئك الموجودين حالياً في إثيوبيا بالبدء بالاستعداد لمغادرة البلاد».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية طلبت، يوم الثلاثاء الماضي، من المسافرين الأميركيين عدم التوجه إلى إثيوبيا، أو «التفكير في المغادرة إذا كانوا موجودين هناك سلفاً».
لكن الخارجية مضت أبعد من ذلك في بيان صدر أمس، مؤكدة أن «الوضع الأمني في إثيوبيا شديد الاضطراب، ونوصي المواطنين الأميركيين في إثيوبيا بمغادرة البلاد في أسرع وقت».
ونصحت بالمغادرة في رحلات تجارية، مبدية استعدادها لمساعدة مواطنيها عند الضرورة.