أديس أبابا (وكالات) 

وعد آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، أمس، بدفن أعداء حكومته «بدمائنا» في ذكرى مرور سنة على بدء الحرب في إقليم تيجراي. وتحدث أحمد بعد يوم من إعلان حالة الطوارئ في البلاد، بعد أن أشارت قوات تيجراي إلى أنها ستتقدم صوب العاصمة.
وقال في كلمة ألقاها، خلال فعالية في مقر للجيش بأديس أبابا: «الحفرة التي تم حفرها ستكون عميقة جداً، وستكون حيث يدفن الأعداء، وليس حيث تتفكك إثيوبيا». وأضاف: «سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا، وسنعلي مجد إثيوبيا من جديد».
وأُعلنت دقيقة صمت في مراسم تأبين بالشموع المضاءة لإحياء ذكرى قتلى يوم الثالث من نوفمبر 2020، عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد. ورداً على ذلك، أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد مزيداً من القوات للمنطقة.
وأجبر الصراع أكثر من مليونين على النزوح عن ديارهم، وتسبب في تعرض نحو 400 ألف شخص في تيجراي لخطر المجاعة.
وفي هذه الأثناء، أعلنت مجموعة متمردة من إتنية أورومو، حليفة «جبهة تحرير شعب تيجراي»، التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في شمال إثيوبيا، أمس، أن الاستيلاء على أديس ابابا «مسألة أشهر، إن لم يكن أسابيع».

  • إثيوبي يقرأ صحيفة محلية لمتابعة تطورات إعلان الحكومة حالة الطوارئ (أ ف ب)

وأعلنت «جبهة تحرير تيجراي»، في نهاية الأسبوع، سيطرتها على مدينتين استراتيجيتين، ديسي وكومبولشا، على بعد 400 كيلومتر شمال أديس أبابا، بدون استبعاد الزحف إلى العاصمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن «جيش تحرير أورومو»، الذي تحالف في أغسطس مع «الجبهة»، أنه دخل إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي، على بعد 320 كيلومتراً من أديس أبابا.
ورداً على سؤال حول احتمال دخوله العاصمة، قال الناطق باسم «جيش تحرير أورومو»، أودا طربي: «إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية، فستكون حينئذ مسألة أشهر، إن لم يكن أسابيع». وأضاف: إن مقاتلي «جيش تحرير أورومو» و«جبهة تحرير شعب تيجراي» «انضما أساساً لبعضهما البعض، وهما على اتصال دائم».
لكن الحكومة نفت تقدم المتمردين، ورغم ذلك، أعلنت حالة الطوارئ، أمس الأول، في كل أنحاء البلاد. ودعت سلطات أديس أبابا السكان إلى تنظيم صفوفهم للدفاع عن المدينة.
واتهم آبي أحمد، أمس، تحالف المتمردين بتحويل إثيوبيا إلى ما يشبه ليبيا أو سوريا. وقال: «يريدون تدمير دولة، وليس بناءها»، داعياً الإثيوبيين إلى الوحدة.
وفي إطار حالة الطوارئ، التي يفترض أن صادق عليها البرلمان أمس، ستتمكن السلطات من تجنيد «أي مواطن في سن القتال، ويملك سلاحاً»، أو تعليق وسائل الإعلام التي يشتبه في أنها «تقدم دعماً معنوياً مباشراً أو غير مباشر» لـ«جبهة تحرير شعب تيجراي»، حسبما أوردت وسيلة الإعلام الرسمية «فانا برودكاستينغ كوربوريت».
وأعلنت الحكومة الفيدرالية، أمس، أن القوات الجوية الإثيوبية، التي نفذت غارات جوية منتظمة على تيجراي في الأسابيع الماضية، استهدفت «مركز تدريب عسكري لمجموعة جبهة تحرير شعب تيجراي الإرهابية» في وادي بوراي شمال تيجراي. وبدأ النزاع في تيجراي في نوفمبر 2020 وشهد تحولاً كبيراً في الأشهر الماضية.
وكان آبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، أعلن الانتصار في 28 نوفمبر، بعدما أرسل الجيش إلى المنطقة لإقالة السلطات المنشقة من «جبهة تحرير شعب تيجراي»، التي هاجمت قواعد عسكرية.