هدى جاسم، وكالات (بغداد)

يتوجه العراقيون، اليوم، إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الخامسة في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، فيما أكد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في خطاب متلفز أن «الانتخابات فرصة تاريخية كبيرة يجب ألا تضيع، لانتخاب مجلس النواب من شخصيات ذات كفاءة وطنية، لا تشوبها شوائب الفساد، وتتحمل مسؤولية الإصلاح الشامل خلال المرحلة المقبلة».
وبحسب إحصائية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن العدد الكلي للناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة يبلغ 24 مليوناً و907 آلاف و679 ناخباً في جميع المدن العراقية، بما فيها مدن إقليم كردستان. 
وأوضحت الإحصائية أن عدد المتنافسين في الانتخابات المقبلة يبلغ 3249 مرشحاً موزعين بواقع 2298 من الرجال و951 من النساء يتنافسون على مقاعد البرلمان العراقي الجديد البالغة 329 مقعداً.
وبحسب مفوضية الانتخابات، فتحت المراكز الانتخابية أبوابها، الساعة السابعة صباح اليوم، لاستقبال الناخبين، وتستمر العملية الانتخابية لغاية السادسة مساء، حيث تغلق مراكز الاقتراع إلكترونياً، ولا مجال لإجراء أي تمديد لوقتها.
وأوكلت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات لأكثر من 250 ألفاً من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية مهمة تأمين المراكز الانتخابية، على شكل أطواق أمنية، معززة بإجراءات أمنية إضافية من خلال إحاطة المراكز الانتخابية بالأسلاك الشائكة، وتحديد حركة الناخبين في ممرات آمنة باتجاه المراكز الانتخابية.
وجرى تكليف قيادة القوة الجوية وطيران الجيش بالتحليق في سماء بغداد والمحافظات في مهام استطلاعية لدعم الخطة الأمنية، فضلاً عن إجراء التفتيش الشخصي للناخب وإلزامه بارتداء الكمامة للوقاية من فيروس كورونا.
وأعلنت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي اليوم وغداً، من دون فرض أية إجراءات لحظر التجوال، باستثناء منع التنقل بين المحافظات العراقية، وإغلاق المطارات الكبرى في البلاد لمدة يومين.
كما أعلنت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات توقف حملات الدعاية للمتنافسين في الانتخابات البرلمانية ومنع إقامة أية مهرجانات أو تجمعات انتخابية وإعلامية بداية من أمس.
وسجلت عملية التصويت الخاص للانتخابات البرلمانية لقوات الجيش والشرطة والقوات الأمنية والنازحين والسجناء المودعين في الدوائر الإصلاحية، التي جرت أمس الأول، نسبة مشاركة متقدمة بلغت 69 في المئة، من دون حصول أية معوقات أو مشاكل، حسب بيانات للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وبحسب مصادر في اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، فإن الانتخابات العراقية ستشهد مشاركة أكثر من ألف مراقب دولي من 85 دولة، ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والممثليات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق ومنظمات دولية مهتمة بالشأن الانتخابي.
إلى ذلك، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية، لأنها ستحقق التمثيل الحقيقي للشعب وتفرض إرادته.
وقال صالح، في خطاب متلفز إن الانتخابات من أهم العمليات الانتخابية في تاريخ العراق الحديث، وهي انتخابات مفصلية ومصيرية وتأسيسية وتأتي في ظرف دقيق ولحظة وطنية فارغة.
وأكد أن الانتخابات «فرصة لبناء دولة قادرة ومقدرة لتصحيح المسارات الخاطئة وتضرب الفساد، وتعمل على مراجعة الدستور عبر عقد سياسي واجتماعي جديد».