أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

جدد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني التزامه بحماية الانتقال في السودان حتى الوصول إلى انتخابات حرة. وأكد ذلك في رسالة خطية، بعث بها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيسة مجلس الأمن الدولي السفيرة جيرالدين بيرن ناسون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وأطلعهم في الرسالة على تطورات الأوضاع في السودان، مشيداً بدور الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في دعم المرحلة الانتقالية في السودان.
وأكد البرهان الالتزام الكامل برعاية وحماية الانتقال في السودان، مضيفاً: سنعمل على منع أية محاولات إعاقة مسار العملية الانتقالية من أية جهة. وأوضح حرصه وإيمانه بالتحول الديمقراطي، والحفاظ عليه حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، مؤكداً الالتزام بتنفيذ بنود الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام، واستكمال عملية السلام وحماية المدنيين وتعزيز حقو ق الإنسان، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية، كما أكد عزمه على إصلاح القطاع الأمني والقوات المسلحة والتعاون مع المحكمة الجنائية.
وكان البرهان قد اتفق خلال لقائه في وقت سابق مع المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، على أهمية التعاون بين المكونين المدني والعسكري، وصولاً لانتخابات نزيهة.
وقال بيان صادر عن الاجتماع إن الطرفين اتفقا على أهمية التعاون بين المكونين المدني والعسكري في هذه المرحلة، ومشاركة القوى السياسية التي ساهمت في عملية الانتقال السياسي.
ومن جانبه، دعا مجلس الوزراء السوداني لاجتماع عاجل مع مجلس السيادة لمناقشة قضايا الوضع الراهن، وأدان مجلس الوزراء المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأشاد بالقوات المسلحة والقوات النظامية لكشفها المبكر لمخطط الانقلاب ودحره.
وطالب مجلس الوزراء بالتحقيق الدقيق في المحاولة الانقلابية للوصول إلى كافة الجهات المشاركة والإسراع بتقديمهم للعدالة، مشدداً على أهمية تحصين الفترة الانتقالية من خلال تقييم الفترة الماضية، بشفافية ووضوح، وبذل مزيد من الجهود لتوحيد قوى الثورة والحواضن السياسية.
إلى ذلك، أفادت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» بوجود تجاوب مع المبادرات الدولية والسودانية، متوقعة حدوث تفاهمات بين المكونين العسكري والمدني في الحكومة السودانية، وانفراج الأزمة قريباً. وأضافت المصادر أن الطرفين الآن يدركان أكثر من أي وقت مضى أنه ليس هناك حل آخر، سوى التوافق، والسير في طريق الانتقال الديمقراطي، وأنه لا مجال للخلاف أو التراجع عن الوثيقة الدستورية. 
وعلى صعيد آخر، من المرتقب الإعلان اليوم عن كيان مواز لقوى «الحرية والتغيير»، حسبما ذكر بشرى الصايم، القيادي في الكيان الموازي لـ«الاتحاد»، موضحاً أن الترتيبات اكتملت لإعلان الكيان الجديد، وسيتم التوقيع على ميثاقه اليوم في قاعة الصداقة بالخرطوم. 
ويضم الائتلاف الجديد حركات مسلحة وقوى مدنية، أبرزها حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.  وقالت قيادات في الائتلاف الجديد لـ«الاتحاد»: إن تأسيس هذا الكيان جاء بعد إصرار القوى الصغيرة المختطفة لـ«الحرية والتغيير» على ممارسة الإقصاء وتنفيذ رؤية أحادية.
ولكن قيادات بقوى «الحرية والتغيير» اعتبرت في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الكيان الجديد يشكل تقسيماً وشقاً للصف، وتنفيذاً لأجندة فلول النظام السابق.