أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

أكدت الأمم المتحدة في جلسة خاصة رفيعة المستوى، أمس، الدعم الدولي لعملية الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان، وطالبت بإنهاء التوتر بين المكونين المدني والعسكري في السلطة الانتقالية. ورحب السودان بالدعم الدولي، إذ اعتبرت وزيرة الخارجية السودانية أن هذه الخطوة، بالاشتراك مع دولة النرويج، تعتبر تجاوباً ودعماً لمبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لتصحيح مسار المرحلة الانتقالية، في ظل ظروف بالغة الدقة، فيما أشاد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس الذي أجرى، أمس، زيارة للسودان هي الأولى لرئيس لهذه المؤسسة المالية الدولية منذ 40 عاماً، بالإصلاحات التي بوشرت في هذا البلد، محذراً في الوقت نفسه من أي «انزلاقات سياسية».
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان التزام وحرص القوات المسلحة السودانية على حماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي في السودان من أي معوق خلال هذه الفترة.
جاء ذلك خلال لقائه أمس مع المبعوث الأميركي، جيفري فيلتمان، معرباً عن أمله في استمرار الدعم الأميركي للحكومة الانتقالية. وأكد أهمية إشراك القوى السياسية المؤمنة بالتحول الديمقراطي في العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، وشدد الجانبان على أهمية التعاون بين المكونين العسكري والمدني في هذه المرحلة.
كما أكد البرهان في اتصال مع وزيرة خارجية النرويج إيني ماري إيركسون حرص المكون العسكري على دعم وحماية الانتقال الديمقراطي في السودان، والعمل سوياً مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والقوى السياسية، لإنجاح الانتقال والتحول الديمقراطي عبر انتخابات حرة ونزيهة تنتج عنها حكومة مدنية ديمقراطية.
وألقى رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس خطابه السنوي للعالم من السودان، وقال: إنه سعيد بالتحدث من أفريقيا والسودان في هذا الوقت التاريخي، مشيراً أن المجتمع الدولي يستفيد من التجربة السودانية، حيث عمل السودان على تحسين الظروف بعد وراثة وضع اقتصادي سيئ ومدمر عقب عقود من الصراع.
وأشار مالباس لجهود السودان للخروج من التحديات، وحيا مجهودات السلطة المدنية والعسكرية للعمل معاً من أجل استقرار السودان.
وقال رئيس الوزراء السوداني، إنه لشرف عظيم أن يلقي رئيس البنك الدولي خطاب الموقف السنوي للبنك من الخرطوم.
وقال مالباس، عقب لقاء حمدوك: إن البنك سيعمل مع الأسرة الدولية والمؤسسات المالية المانحة للمساهمة في إلغاء ديون السودان الخارجية، ومساعدته في تخطي الصعوبات الاقتصادية ودعم الانتقال في السودان، وتحسين الوضع الاقتصادي له.
وكان رئيس البنك الدولي قد أعلن قبيل وصوله للخرطوم عن تخصيص ملياري دولار في شكل منح للسودان خلال العام المقبل. وأشار إلى أن البنك سيعمل أيضاً على رفع مدة برنامج ثمرات إلى 12 شهراً بدلاً عن ستة أشهر كما كان مقرراً.
وفي هذه الأثناء، شهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم أمس انطلاق مسيرات حاشدة ومواكب ضخمة، قدر المراقبون المشاركون فيها بمئات الآلاف لدعم التحول الديمقراطي، دعت إليها لجان وأحزاب ومنظمة مجتمع مدني، وتوافد أعضاء من مجلس السيادة والوزراء إلى مقر لجنة التمكين بالخرطوم لاستقبال المواكب، التي تدفقت إليها حشود بشرية كبيرة من مدن وولايات السودان، كما خرجت مظاهرات مماثلة في كسلا بشرق السودان ونيالا في دارفور بغرب السودان، وفي شمال البلاد.
وأعلن المشاركون في المظاهرات دعمهم للانتقال المدني، وطالبوا باستكمال هياكل السلطة الانتقالية، واستكمال تنفيذ أهداف الثورة واتفاق السلام.