شادي صلاح الدين، وكالات (لندن، عدن)

أكدت الحكومة اليمنية، أن هجوم ميليشيا «الحوثي» على ميناء المخا، في محافظة تعز وسط البلاد، وقع في الوقت الذي كان وفد حكومي يزور الميناء لمراقبة عملياته. وجاء في خطاب قدمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي، أنها تعتبر الهجوم «جريمة شنيعة ارتكبتها الميليشيات الحوثية بمهاجمتها ميناء المخا».
وأوضحت الحكومة، في الخطاب الذي سلمه مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي لمجلس الأمن أن «الهجوم الحوثي نُفذ بعد فترة وجيزة من انتهاء السلطات المحلية من إعادة تأهيل مرافق الميناء، تمهيداً لاستئناف استقبال البضائع التجارية، والمساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة اليمنيين».
وأضاف الخطاب: «إن ذلك ما هو إلا مثال آخر على استمرار الميليشيات الحوثية في استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وأكد أن الهجوم «أدى إلى حرمان عشرات الآلاف من العائلات من المساعدات المنقذة للحياة، ومنع وصول المساعدات والسلع التجارية إلى ملايين اليمنيين والأسر المحتاجة عبر الميناء».
وتابع الخطاب: «الهجوم دمر ما لا يقل عن 4 مبان و3 مستودعات وبرج مراقبة، و23 مركبة وزورقين لخفر السواحل، وخزاني مياه سعة 10 ألف لتر، و70 أسطوانة أوكسجين، و12 ألف سلة غذائية».
واتهم الخطاب، الحوثيين «بمفاقمة المعاناة الإنسانية ودفع اليمن نحو مجاعة تلوح في الأفق».
وأشار إلى أن «تجاهل المجتمع الدولي لمثل هذه الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية، خلق شعوراً بالإفلات من العقاب، وشجع الحوثيين على مواصلة جرائمهم البشعة ضد الشعب اليمني والبنى التحتية».
ودعا الخطاب مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإدانة جرائم الميليشيات الحوثية ومحاسبة مرتكبيها.
جاء ذلك، فيما أكد محللون وخبراء أنّ على ضرورة وقف القتال وتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية على اليمنيين المحتاجين، محذرين من أن البلاد مرة أخرى على شفا المجاعة، بحسب تقرير نشره موقع «أوراشيا ريفيو».
ولم تقتصر جرائم «الحوثيين» على إطالة أمد الحرب وتجويع اليمنيين، بل إنها امتدت لتصل إلى إخفاءِ الوقود وإنشاءِ سوقٍ سوداء للسلعة المهمة لرفع الأسعار في محاولة لجمع الأموال لجهودهم العسكرية.
وقال المبعوثُ الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينج: «رأينا مخزون الحوثيين واستخدامهم للسوق السوداء لرفع أسعار الوقود إلى ما هو أبعد من متناول اليمنيين العاديين». واستنكر فشل الميليشيات في الالتزام باتفاقية ستوكهولم، واستخدامها للأموال لمصلحة دعم هجوم مأرب. 
وفجرتْ ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، 20 ناقلة وقودٍ في محافظة البيضاء كانت في طريقها إلى صنعاء ومناطق سيطرتها. وتعمل الميليشيات الانقلابية على منع مرور شحنات الوقود من مناطق الشرعية لضمان تحكم قياداتها بالسوق السوداء للوقود وأسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها.