سيؤول (وكالات) 

نفذّت كوريا الجنوبية بنجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غواصة، أمس، لتصبح بذلك الدولة السابعة في العالم التي تملك هذه التكنولوجيا المتقدمة، وهو ما يزيد من احتمال حدوث سباق تسلح إقليمي.
وهذا الاختبار الذي أشرف عليه الرئيس مون جاي-إن، جاء بعد ساعات من إطلاق كوريا الشمالية المسلحة نووياً صاروخين بالستيين باتجاه البحر، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي، فيما يجري وزير الخارجية الصيني زيارة لسيؤول.
وتعتبر هذه الخطوة تقدماً استراتيجياً لكوريا الجنوبية، التي عززت قدراتها العسكرية، في إطار سعيها إلى مواجهة التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية بسبب أسلحتها النووية وبرامجها للصواريخ البالستية.
وقال جون ديلوري، الأستاذ في جامعة «يونسي يونيفيرسيتي»: «إنه توقيت غير عادي أن تجري الكوريتان تجارب صواريخ باليستية في اليوم نفسه». وأضاف: «إن ذلك يشير إلى حقيقة أن هناك سباق تسلح في هذه المنطقة يجب على الجميع إيلاء الانتباه إليه».
وأطلق صاروخ تحت الماء من الغواصة «آهن تشانغ-هو»، التي دخلت الخدمة أخيراً، وعبر المسافة المخطط لها قبل أن يصل إلى هدفه، وفق الرئاسة الكورية الجنوبية.
وتملك كل البلدان الأخرى التي لديها قدرات مثبتة على إطلاق صواريخ باليستية من غواصات أسلحة نووية خاصة بها. وقال الرئيس مون: إنه من خلال التجارب الناجحة، أصبح لدى كوريا الجنوبية الآن «ردع كاف للرد على استفزازات كوريا الشمالية في أي وقت».
من جانبها اتهمت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الكوري الجنوبي بـ«الافتراء»، بعد أن نفذت الكوريتان عمليتي إطلاق صواريخ، بحسب وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.
ودفع وصف مون تصرفات كوريا الشمالية بأنها «استفزازات»، كيم يو جونغ المستشارة الرئيسية لشقيقها، إلى إدانة «الموقف غير المنطقي لسيؤول الذي يصف سلوكها المماثل بأنه إجراء مشروع لدعم السلام، وسلوكنا على أنه تهديد للسلام».
وفيما أعلنت الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية «انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي» بإطلاقها صاروخين باليستيين في البحر، لكنها جددت دعوتها إلى «الحوار».
وأفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن بلاده «تدين» إطلاق الصاروخين، معتبراً أن ذلك «يشكل تهديداً لجيران جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي»، مضيفاً: «ما زلنا ملتزمين بنهج دبلوماسي تجاه جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، وندعوها إلى الدخول في حوار». 
إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن قلق المنظمة الدولية إزاء أحدث عملية إطلاق صواريخ من جانب كوريا الشمالية.