أبوظبي (وام) 

تعهدت دولة الإمارات بتنفيذ مشاريع إنسانية مباشرة في أفغانستان بقيمة 184 مليون درهم (50 مليون دولار أميركي). 
وجاء هذا التعهّد خلال مشاركة معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة، في الاجتماع الوزاري لدعم الوضع الإنساني في أفغانستان، والذي ترأسه معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. 
وأكد معالي الصايغ التزام دولة الإمارات ووقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق، حيث تتابع دولة الإمارات الوضع في أفغانستان، وتواصل دعمها الجهود الدولية الهادفة إلى بناء مستقبل أكثر مرونة واستدامة للشعب الأفغاني. 
كما أفاد معاليه بأن دولة الإمارات لطالما قدمت يد العون والمساعدة لأفغانستان، وكجزء من التزام راسخ تجاه شعب أفغانستان، قدمت أكثر من 6.2 مليار درهم (1.7 مليار دولار أميركي) مساعدات خلال السنوات الماضية، تركزت بشكل أساسي على توفير الغذاء، والخدمات الصحية، والمياه، والصرف الصحي، والإسكان، والتعليم، مع التركيز بشكل خاص على النساء والأطفال. 
ومنذ بداية شهر سبتمبر الحالي، تم تقديم أكثر من 285 طناً من المواد الغذائية والطبية العاجلة، عبر تدشين جسر جوي إنساني شهد حتى اليوم تسيير 12 طائرة لتلبية احتياجات الأسر الأفغانية، في ظل الأوضاع الراهنة.
كما قامت دولة الإمارات، خلال الشهر الماضي، بإجلاء أكثر من 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب، إذ تستضيف مدينة الإمارات الإنسانية حالياً آلاف العائلات الأفغانية مؤقتاً، إلى أن تنتقل إلى وجهاتها النهائية. 
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، الدول لتقديم المساعدات التي يحتاجها الأفغان بشدة، ودعم النساء وغيرهن من الفئات.
وقال غوتيريش، أمام الوزراء المشاركين في مؤتمر للمانحين خصص للبلد الذي يجتاحه العنف: «إن الشعب الأفغاني يحتاج إلى طوق نجاة».
وأضاف من مقر الأمم المتحدة في جنيف: «بعد عقود من الحرب والمعاناة وانعدام الأمن، قد يكونون أمام اللحظة الأكثر خطورة» الآن. وتابع: «فلنكن واضحين، لا يرتبط هذا المؤتمر بكل بساطة بما سنعطيه للشعب الأفغاني فحسب، بل إنه مرتبط بما ندين لهم به». 
وفي ختام المؤتمر، أكد جمع تبرعات بأكثر من
مليار دولار، قائلاً: «إن هذا المؤتمر لبّى بشكل كامل التوقعات المتعلقة بالتضامن مع الشعب الأفغاني». وجاءت تصريحاته، بعد أقل من شهر تقريباً من سيطرة «طالبان» على السلطة في أفغانستان، وهو ما أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها بشكل فوضوي من البلاد، لتطوى صفحة وجود عسكري غربي دام 20 عاماً.وسعى المؤتمر لجمع مبلغ قدره 606 ملايين دولار تشير هيئات الإغاثة إلى أنه ضروري لتقديم مساعدات، يمكنها أن تنقذ حياة ملايين الأفغان في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الجاري.
والأموال ضرورية لتوفير مساعدات غذائية وغيرها من الأساسيات لنحو 11 مليون شخص وخدمات صحية أساسية لنحو 3.4 مليون، إلى جانب أمور أخرى.
وصدرت دعوات لتأمين الجزء الأكبر من هذه الأموال أواخر العام الماضي، كجزء من مناشدة لجمع مبلغ قدره 1.3 مليار دولار كمساعدات إنسانية لأفغانستان.
وشدد غوتيريش على أن الأفغان كانوا يواجهون «إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم» حتى قبل سيطرة حركة طالبان على السلطة في 15 أغسطس. وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 40 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي للبلاد كان يأتي في الأساس من التمويل الخارجي، فيما كان نصف السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية. 
وتواجه أفغانستان جفافاً مدمّراً وعمليات نزوح جماعية، فضلاً عن تداعيات وباء «كوفيد».
وتسري مخاوف حالياً من أن تردد الدول في التعامل مع «طالبان» كسلطة قد يدفع بأفغانستان إلى أزمة أعمق.
وأعلن غوتيريش أن الأمم المتحدة ستفرج عن 20 مليون دولار من صندوقها المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ، لدعم العمليات الإنسانية في أفغانستان. لكنه شدد على وجود حاجة عاجلة لمزيد من الأموال.