أبوظبي (الاتحاد)

أكدت دراسة حديثة نشرها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، أن أفغانستان تمر بمرحلة تاريخية راهناً، في ضوء سيطرة حركة طالبان على كامل أفغانستان بعد دخولها أو تسليمها العاصمة كابول دون قتال، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ذلك كان متوقعاً على نطاق واسع، خصوصاً بعد التقدم الكبير والسريع الذي حققته الحركة بسيطرتها معظم الولايات وأكبر المدن الأفغانية.
وأوضحت أنه وفقاً لمعيار القدرات العسكرية والإمكانات اللوجستية، فإن القوات الحكومية الأفغانية كانت تتفوق على قوات «طالبان» كثيراً، حيث يبلغ تعدادها 300 ألف فرد، بينما تمتلك معدات بمليارات الدولارات أكثر تطوراً من ترسانة «طالبان» بكثير. 
وأضافت: «رغم أن القوات الأفغانية شكلت مقاومة قوية نسبياً في بعض المناطق، فإنها واجهت (طالبان) مع بدء الانسحاب الأميركي دون غطاء جوي أميركي منتظم، أو دعم عسكري».
وتفيد الدراسة بأن «طالبان» استفادت من الروح المعنوية المنخفضة للجيش الأفغاني، فعملت على زرع بذور الانهيار بعد توقيع واشنطن للاتفاق معها قبل سحب قواتها بالكامل من أفغانستان.
وذكرت الدراسة أن حركة «طالبان» استمرت في مهاجمة القوات الحكومية الأفغانية واتبعت أساليب متنوعة، من بينها عمليات القتل والاغتيالات، وهو ما خلق بيئة من الخوف، ودفعوا بسردية حتمية نصـرهم في دعاياتهم وعملياتهم النفسية، مضيفة أنهم كانوا يحثون الجنود والمسؤولين المحليين برسائل نصية على الاستسلام أو التعاون معهم لتجنب مصير أسوأ، وعرضوا على العديد منهم المرور الآمن إذا لم يقاتلوا.