القاهرة (وام) 

أكد معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، خلال ترؤسه وفد دولة الإمارات في اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية الـ156، أن الإمارات تُعد هذه السنة 2021 عاماً مميزاً، ومرحلة تاريخية مشهودة تحتفل فيها باليوبيل الذهبي لقيام الدولة بكل إنجازاتها المبهرة التي نعتز بها، ونستعد للولوج إلى الخمسين عاماً المقبلة بإصرار أكبر على تحقيق إنجازات كبيرة، سيكون أولها افتتاح «إكسبو 2020 دبي» بمشاركة أكثر من 190 دولة وجهة، ليعيد التواصل ويبث روح الأمل والتفاؤل ويسهم في مرحلة التعافي من جائحة «كوفيد-19». 
وأشار معاليه، في كلمة له خلال اجتماع المجلس، إلى أننا في منطقتنا العربية نواجه تحديات مختلفة تستوجب منا عملاً جماعياً جاداً لبناء جسور التعاون، وتعزيز فرص الاستقرار والازدهار، والنظر إلى المستقبل بإيجابية، وتفعيل الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية، حيث تؤمن دولة الإمارات بأن تطوير العمل العربي المشترك ركيزة أساسية في مواجهة تلك التحديات، بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والازدهار. 
كما أكد معاليه على رفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأهمية الالتزام باحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، ودعم الأمن والاستقرار، والانصراف إلى التنمية والازدهار، بما يجنب المنطقة مزيداً من التوتر وتهديد الأمن والسلام الإقليمي والدولي. 
وأدان معاليه، بشدة، استمرار الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف المناطق والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة من قبل الميليشيات «الحوثية»، والتي تعتبر تصعيداً خطيراً يهدد الأمن والسلام في المنطقة، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. 
كما شدد على أن احترام الدول لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، سيظل المطلب الأساس لدولة الإمارات في علاقاتها الإقليمية والدولية، وفي هذا السياق، جدد معاليه دعوة إيران إلى الرد الإيجابي على مبادرات ودعوات دولة الإمارات المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. 
وأكد معاليه موقف دولة الإمارات الثابت في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين. 
وجدد تأكيده على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمات التي تواجهها المنطقة، كالأزمة اليمنية والسورية والليبية، وعلى دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان. 
كما ثمّن جهود الحكومة العراقية في تنظيم ونجاح «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، الذي عقد على مستوى القادة في 28 أغسطس 2021، والذي يعتبر خطوة مهمة على طريق عودة العراق إلى دوره الطبيعي المأمول في محيطه العربي والإقليمي.
وأكد معاليه على التزام دولة الإمارات بنهجها الثابت في مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب، ونبذ العنف والتطرف والكراهية، وتغليب لغة الحوار والعقل والدبلوماسية والحلول السياسية بين الدول، وأنه في إطار المبادرات الإنسانية العالمية لدولة الإمارات، استضافت الدولة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال، واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم في المجتمع، بصفة مؤقتة، بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة، ويحقق الأهداف النبيلة للدولة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف. 
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة نركز فيها على بناء اقتصاد وطني عصري ومتطور، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، وتحفيز التنمية والابتكار، وتوظيف الأدوات الدبلوماسية في دعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة، مؤكداً أن إطلاق دولة الإمارات لحزمة كبيرة من المشروعات الرائدة يوم الأحد الماضي، وإعلان وثيقة «المبادئ العشرة لدولة الإمارات في الخمسين الجديدة»، وهي المبادئ التي ستحكم نهج الدولة في الخمسين سنة المقبلة، يأتي تأكيداً لأهدافنا وقيمنا النبيلة. 
وذكر أن عضوية دولة الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، ستبدأ في يناير 2022 ولمدة عامين، وسيوفر لنا ذلك منصة رفيعة المستوى لنسهم في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، ضمن آليات النظام الدولي والعمل متعدد الأطراف. 
وأعرب معاليه، في ختام كلمته، إلى تطلعه لمواصلة الدفع قدما بمسيرة العمل العربي المشترك، وتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم شعوبنا العربية بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وكان معاليه في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، الذي عقد أمس، قبيل انعقاد الدورة على مستوى وزراء الخارجية، لتنسيق المواقف بشأن القضايا المدرجة على جدول أعمال الدورة، إضافة إلى عدد من القرارات المعنية بقضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وحقوق الإنسان والشؤون المالية والإدارية. 
كما شارك معاليه، على هامش أعمال هذه الدورة، في اجتماع اللجنة العربية الوزارية المعنية بمتابعة تطورات التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتضم هذه اللجنة المملكة العربية السعودية، بصفتها رئيساً، وعضوية كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية. 
وشارك معاليه في اجتماع اللجنة العربية الوزارية المعنية بمتابعة التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تضم في عضويتها جمهورية مصر العربية، بصفتها رئيساً، والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والأمين العام لجامعة الدول العربية. والتقى معاليه، على هامش أعمال الدورة، كلا من يان كوبيش مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، وفيليب لازاريني مفوض عام وكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا».