نيويورك (وكالات)
تعهّدت حركة طالبان، أمس، بضمان سلامة جميع العاملين في مجال الإغاثة ووصول المساعدات إلى أفغانستان، وذلك خلال اجتماع مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، حسبما أفاد متحدث باسم المنظمة الأممية.
ويزور غريفيث العاصمة الأفغانية بهدف عقد اجتماعات مع قيادات طالبان، وسط كارثة إنسانية تهدد البلاد، التي وقعت حديثاً تحت سيطرة الحركة.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: «إن السلطات تعهدت ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني، ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وكذلك ضمان حرية حركة العاملين في المجال الإنساني، رجالاً ونساءً».
وأضاف البيان: أكد غريفيث خلال الاجتماع أن المجتمع الإنساني ملتزم تقديم «مساعدات إنسانية محايدة ومستقلة». كما دعا جميع الأطراف إلى ضمان حقوق النساء، سواء اللواتي يُساهمن في إيصال المساعدات أو المدنيات.
ووفقًا للأمم المتحدة، تؤثر الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، على 18 مليون شخص، أو نصف عدد سكانها.
وشكر وفد طالبان بقيادة الملا عبد الغني بردار، المؤسس المشارك للحركة، مسؤولي الأمم المتحدة على «وعدهم بمواصلة المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني»، وأكد لهم «التعاون وتوفير التسهيلات اللازمة»، بحسب بيان نشره على «تويتر» المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين.
وحتى قبل إطاحة طالبان بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب في 15 أغسطس، كانت أفغانستان تعتمد فعلياً بشكل كبير على المساعدات، وشكّل التمويل الأجنبي 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
لكنّ مستقبل منظمات الإغاثة في البلاد في ظل حكم طالبان يشكّل مصدر قلق للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، رغم تعهدات طالبان بنمط حكم أكثر ليونة مما كان عليه الحال خلال فترتها الأولى في السلطة.
وسبق أن أكدت منظمات إغاثة عدة أنها تجري محادثات مع طالبان لمواصلة عملياتها، أو أنها تلقت بالفعل ضمانات أمنية لبرامج قائمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي دعا إلى اجتماع دولي في 13 سبتمبر في جنيف لزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان، طالب «جميع المانحين إلى تجديد دعمهم حتى يتم تعزيز الاستجابة الحيوية، بشكل عاجل، وتسليمها في الوقت المحدد وتخفيف المعاناة».
كما دعا الأمين العام «جميع الدول لقبول استقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عملية طرد».
واستأنفت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها بعد سيطرة طالبان على السلطة في البلاد، حسبما أعلن دوجاريك الخميس الماضي.