أبوظبي (الاتحاد)
صدر عن مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي كتاب جديد يسلط الضوء على أهم الفاعلين في المشهد السياسي العراقي الراهن، وأهم القضايا التي يتمحور حولها الاستقطاب السياسي في العراق، والمسارات المستقبلية للمشهد السياسي العراقي.
وفي تقديم الكتاب المعنون «خريطة الفاعلين السياسيين في العراق»، أشارت الدكتورة ابتسام الكتبي إلى أنه بالرغم من مُضي أزيد من عقد ونصف عقد على إقامة نظام سياسي جديد، فإن العراق مازال يعاني حالةَ عدم استقرار، ويُواجه تحديات اجتماعية-اقتصادية متنامية، كما أن النظام السياسي يعاني أزمةَ انسداد سياسي وانهيار في شرعية الطبقة السياسية التي حكمت البلد بعد عام 2003، كما بيّنت الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت في مطلع أكتوبر 2019.
وأضافت أن العراق يمر في مرحلة حرجة من تاريخه مع التحضير للانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر عقدها في أكتوبر 2021، والتي يتطلع إليها جزءٌ كبير من العراقيين كخطوة أولى لترسيخ بناء الدولة وإصلاح النظام السياسي، ولوضع العراق على طريق الخروج من الأزمات البنيوية التي يواجهها في مستويات السياسة والأمن والاقتصاد.
وأوضحت رئيسة مركز الإمارات للسياسات أنه نظراً لأهمية العراق ودوره في المنطقة العربية، ولانعكاس استقراره على استقرار منطقة الخليج، فقد طوّر المركز مشروع «خريطة الفاعلين السياسيين في العراق» ليكون بمنزلة إحدى الأدوات لفهم العراق، بقضاياه وقواه الفاعلة.
وذكرت أن أهمية الكتاب تكمن في أنه يتصدى لمهمة صعبة وهي تحديد معالم الخريطة السياسية العراقية، وبخاصة أن هذه الخريطة تتسم بقدر كبير من التشرذم، وتعددية مراكز القوى، مؤكدة أن فهم هذه الخريطة المعقدة ضروري لفهم كيف تُدار اللعبة السياسية في العراق، وطبيعة التوازنات القائمة، والقضايا التي يتم التعاطي معها من قبل الفاعلين، والسيناريوهات المستقبلية لها في ظل علاقات القوة القائمة والتحولات المحتملة.
كما شددت الكتبي على أن هذا الكتاب غير مسبوق في مضمونه ومنهجيته، وبخاصة أنه يقدم تصنيفاً لنفوذ الفاعلين العراقيين، ومدرى قدرة كل فاعل على التأثير في الحكم وعملية صنع القرار السياسي، كما يُحدد درجات تأثير الفاعلين السياسيين في القضايا الرئيسة المتفاعلة في البلد.
ويُقسم الكتاب الفاعلين السياسيين في العراق، بحسب الهوية الإثنية والطائفية، إلى ثلاثة أصناف: القوى الشيعية، والسنية، والكردية، إلى جانب قوى رابعة لا تخضع لهذا التصنيف. أما القضايا التي يجري حولها التفاعل والصراع بين هؤلاء الفاعلين فحصرها الكتاب في ثماني قضايا رئيسة، هي: الاحتجاجات ومستقبلها، والانتخابات المبكرة، وسلاح الميليشيات، والقضية الطائفية، والعلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، وقضية الوجود العسكري الأمريكي في العراق، والدور الإيراني في العراق، والتدخل العسكري التركي في شمال العراق.
ويضع الكتاب في النهاية مجموعة من السيناريوهات المحتملة التي يمكن توقُّعها بخصوص مسارات هذه القضايا وتأثرها بالتوازنات بين الفاعلين المختلفين، وتأثيرها في إعادة تشكيل الخريطة السياسية الحالية.