بيروت (الاتحاد، وكالات) 

تتجه الأزمة الاقتصادية في لبنان نحو منعطف جديد، مع إعلان المصرف المركزي عدم قدرته على تمويل دعم شراء المحروقات، فيما توقف عدد من المطاحن قسرياً عن العمل بسبب فقدانها مادة المازوت.
وأبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه أمس، عدم قدرته على دعم شراء المحروقات.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر قوله خلال الاجتماع إن «حاكم مصرف لبنان أبلغ المجلس الأعلى بأنه لم يعد قادراً على دعم شراء المحروقات».
وأكد أن «الحل يكون باقتراح قانون في مجلس النواب بطلب صرف اعتمادات لكهرباء لبنان من أجل شراء الوقود، لأنها الحل الأوفر على المواطن حتى ولو تم رفع التعريفة عليه». ولفت إلى أنه في حال «توقف الدعم للمحروقات فإن السعر يتحرر ويصبح موحداً». واتخذ المجتمعون سلسلة قرارات وتوصيات لمعالجة عدد من المسائل، استنادا إلى القوانين المرعية الإجراء، ومنها الطلب إلى قادة الأجهزة العسكرية والأمنية تكثيف الاجتماعات الدورية التنسيقية، لمتابعة الأوضاع الأمنية ومعالجتها.
إلى ذلك، أصدر تجمع المطاحن في لبنان بياناً أعلن فيه توقف عدد من المطاحن قسرياً عن العمل بسبب فقدانها مادة المازوت. وأشار تجمع المطاحن إلى أن «المطاحن الأخرى ستتوقف خلال أيام معدودة عن العمل تباعاً وتدريجياً، وفقاً لحجم مخزونها من المازوت».
من جانبه، لفت نقيب أصحاب الأفران والمخابز في لبنان، علي إبراهيم، إلى ترابط المطاحن والأفران ومعامل النايلون بين بعضها بعضاً، موضحاً أن توقف أحدها عن العمل يؤدي إلى توقف الآخر.
كما حذر من أن إقفال المطاحن يعني عدم توفر الطحين لصناعة الخبز العربي، وأن إقفال المعامل يعني فقدان أكياس النايلون لتغليف الخبز. وشدد علي إبراهيم على أن «المشكلة الرئيسية هي لامبالاة المسؤولين، رغم إطلاقه الصرخة منذ 5 أيام طالباً تدارك الأزمة»، وقال: «إلا أنه لم يتصل أحد منهم ليسأل أو ليعرض حلا».
وأكمل محذرا: «إن الأزمة الحقيقية ستبدأ في الغد ما لم تحصل معجزة ويتم إمدادنا بالمازوت، وقد أبلغت كل الأفران التي اتصلت بي لتعلمني عن نفاد المازوت لديها، بأن تطفئ نيرانها وتقفل أبوابها»، مؤكداً أنه «سبق أن سأل المعنيين كيف أن هذه المادة موجودة بوفرة في السوق السوداء ومقطوعة، وفقاً للسعر الرسمي، وأنه لم يلق جواباً».

الحريري يتهم عون بمخالفة الدستور
اتهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، رئيس الجمهورية ميشال عون بمخالفة الدستور، فيما يخص انعقاد مجلس الدفاع الأعلى في غياب رئيس الحكومة. وشدد الحريري في بيان على أن «الدستور ليس وجهة نظر لدى هذا الطرف أو ذاك، وما حصل من انعقاد لمجلس الدفاع الأعلى بغياب رئيس الحكومة هو مخالفة دستورية أقدم عليها رئيس الجمهورية ميشال عون». وقال: «كتلة المستقبل تحذر من الإمعان في مخالفة الدستور وتطبيقه بشكل استنسابي، ومحاولة فرض أعراف سبق وأن أودت بالبلد إلى الهلاك والخراب والدمار».

ميقاتي: تشكيل الحكومة في المسار الصحيح
أعلن نجيب ميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، بعد لقائه السادس مع الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، أن عملية تشكيل الحكومة تسير في المسار الصحيح. وعرض عون مع ميقاتي آخر الاتصالات التي تُجرى في سبيل الإسراع في تشكيل الحكومة. 
وبعد انتهاء الاجتماع قال ميقاتي «الأمور تسير في المسار الصحيح». وكان تم تكليف ميقاتي في يوليو الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استشارات نيابية نال خلالها  72.