دينا محمود (لندن) 
بعد أن اعتاد عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية التباهي خلال الأسابيع التالية لاستيلائهم على السلطة في صنعاء، بتفجير منازل خصومهم السياسيين والعسكريين، عادت تلك الحركة الانقلابية مؤخراً إلى اللجوء إلى ذلك الأسلوب بكثافة، ولكن بالتزامن هذه المرة مع تكبدها هزائم لا يُستهان بها على الأرض.
ففي غمار التقدم الذي أحرزه الجيش اليمني خلال الفترة الماضية، على جبهات مختلفة في محافظتي مأرب والبيضاء، استأنف الحوثيون اتباع تكتيك هدم وتدمير منازل الخصوم والمعارضين في بعض المناطق، التي أُجبروا على الانسحاب منها، في هاتين المحافظتيْن الاستراتيجيتيْن.وخلال الأسابيع القليلة الماضية، انهارت ميليشيات الحوثي، على محاور عدة في المحافظتيْن، خاصة مديريتيْ رحبة والزاهر في مأرب والبيضاء على الترتيب، وهو ما أعقبه شن المسلحين الحوثيين هجمات مضادة، تلاها تفجيرهم عدداً من منازل القادة المحليين، الذين اضطلعوا بأدوار بارزة، على صعيد دعم جهود القوات الحكومية، في القتال ضد الميليشيات الانقلابية.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، أكد مراقبون للشأن اليمني، أن الحوثيين لم يبرزوا هذه المرة عمليات التدمير تلك، عبر مقاطع مصورة دعائية تحفل بمظاهر الاحتفال بانتصارات زائفة أو مبالغ فيها، كما اعتادوا من قبل، وهو ما يوحي بأنهم لجأوا إلى هذا الأسلوب، لأغراض انتقامية وفي محاولة يائسة لإظهار احتفاظهم ببعض مظاهر القوة.
وأشار المراقبون إلى أن اللجوء إلى تكتيك نسف المنازل، الذي يصفه محللون بأنه يماثل ما يُعرف بسياسة الأرض المحروقة، يشكل أسلوباً معتاداً، تتبعه الجماعات المتشددة سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، مؤكدين أنه نهج يتنافى مع القوانين الدولية والأعراف والمبادئ الأخلاقية، ويكشف عن هزيمة من يتبعونه، وليس انتصارهم.وأوضح المراقبون أن اتباع مثل هذه الأساليب، التي تعبر عن المغالاة في الخصومة وتستهدف ترويع اليمنيين وترهيبهم، يُذكي الغضب بشكل أكبر ضد الحوثيين، ويجعل مختلف الأوساط اليمنية، أكثر تصميماً على محاربتهم وإلحاق الهزيمة بهم، مهما كان الثمن.
وبينما قالت منظمات حقوقية يمنية، إن الميليشيات الحوثية فجرت في العام الماضي وحده أكثر من 800 منزل، يقع ما يزيد على 120 منها في محافظة البيضاء، أعرب بشير عمر الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، عن قلق منظمته إزاء التبعات الإنسانية للعنف المتصاعد في هذه المحافظة.
وأشار عمر في تصريحات لـ«أل مونيتور»، إلى أن الصليب الأحمر الدولي سبق أن دعا الأطراف المتحاربة لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وممتلكاتهم، بما في ذلك المنازل والشركات التجارية، مؤكداً أن الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية، ترفض أي انتهاكات من هذا القبيل، وتحرص على بذل كل الجهود الممكنة، للحيلولة دون وقوعها.