شادي صلاح الدين (لندن)
تواصل الأزمة المالية في لبنان بإثارة قلق الخبراء والمتابعين للموقف في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن العواقب المروعة لأزمة لبنان المالية أكبر من أن يتجاهلها العالم.
وحذرت وكالة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة من أن ما يقرب من 80 في المائة من العائلات في لبنان ليس لديها طعام أو مال لشراء الغذاء، فيما تصل هذه النسبة بين اللاجئين السوريين في لبنان إلى 99 في المائة.
وقال الكاتب البريطاني بيل ترو في مقال عبر صحيفة «الإندبندنت» إنه ولوضع ذلك في الاعتبار، يوجد في لبنان أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد في العالم: هناك ما يقدر بـ1.5 مليون لاجئ سوري في البلد البالغ عدد سكانه 6 ملايين فقط، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، لافتاً إلى أنه ليس فقط تكلفة الطعام هي الدافع وراء اليأس الذي يشعر به اللبنانيون. 
وفي بيروت وأجزاء أخرى من البلاد، تحصل الأسر على أقل من ساعة واحدة من الكهرباء من الشبكة الرئيسة، كما أن الأدوية والأغذية المستوردة تعاني من نقص في المعروض، وفقاً للكاتب، الذي أشار إلى أن أحد أصدقائه طلب منه إحضار مضادات «الهيستامين» للأطفال لأنه من المستحيل العثور عليها في الصيدليات.
وتعود جذور الأزمة الاقتصادية في لبنان إلى عقود من سوء الإدارة والفساد المزمنين بسبب ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، ولم تتفاقم إلا مع وصول جائحة كورونا التي أثرت على كل شيء.
وقال ترو إنه «بصرف النظر عن الأسباب الإنسانية الواضحة والمهمة للغاية، على الرغم من كونه بلدًا متوسطيًا صغيرًا ومضطربًا، يمكن القول إن لبنان هو العمود الفقري للاستقرار في المنطقة، وعلى مدى العقد الماضي كان بمثابة صمام لسوريا المجاورة التي مزقتها الحرب، وملاذاً آمناً للاجئين الذين يعيش الغالبية العظمى منهم في فقر مدقع ويقفون على خط المواجهة في أزمة مجاعة تلوح في الأفق». 
إن لبنان، الذي دمرته الحرب الأهلية، منقسم بشدة بين جماعات طائفية «غالبًا ما تكون مدججة بالسلاح»، وتوترات لا تزداد إلا عندما تصبح الحياة أكثر صعوبة، مما يثير مخاوف من صراع أهلي آخر لن يؤدي إلا إلى مزيد من تمزيق المنطقة.
وقال الكاتب إن أعمال العنف بدأت بالفعل بشكل متقطع. وقبل أيام قليلة فقط، انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الجيش اللبناني وهو ينسحب من طرابلس، أفقر مدينة في البلاد، بينما كان السكان اليائسون المسلحون بالبنادق الآلية يسيرون في جميع أنحاء المدينة ويطلقون النار في الهواء.