بيروت (الاتحاد، وكالات)
حذر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون من أن الوضع يزداد سوءاً والأمور آيلة إلى التصعيد في ظل مصير سياسي واجتماعي مأزوم، وأقدم عدد من المحتجين الغاضبين على قطع الطرق في عدة مناطق، فيما عمل الجيش على إعادة فتحها بعد مواجهات مع المحتجين سقط خلالها 15 جريحاً من عناصره.
وقال قائد الجيش العماد جوزيف عون إن الوضع في لبنان يزداد سوءاً وأن الأمور آيلة إلى التصعيد، مشدداً على أن «الأمن خط أحمر».
وقال في تصريحات خلال جولة على وحدات الجيش المنتشرة في البقاع: «مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، والمطلوب المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى، وتجربة الأمس كانت مثالاً لذلك (في إشارة إلى المواجهات بين الجيش والمحتجين في عدد من المناطق بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة)، أهنّئكم على ضبط أعصابكم وتفويت الفرصة على من أراد إحداث فتنة».
ورأى أنه في ظل تردي الوضع الاقتصادي، وزيادة معاناة الشعب بما فيها معاناة العسكريين أيضاً، هناك تحديات كثيرة تتطلّب جهوداً استثنائية في كيفية التعامل معها في هذه الظروف الصعبة والدقيقة.
وقال: «إن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة، والرادع للفوضى، وما نعيشه اليوم هو أزمة مرحلية ستمرّ»، مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بزعزعة الاستقرار ولا العودة إلى الماضي، ومشدداً على أن الأمن خط أحمر، والجيش لن يسمح بالعبث بأمن أي منطقة مهما كانت الأثمان والتضحيات، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي يراهن على الجيش لأنه العمود الفقري للبنان وعامل استقراره.
أمنياً، أقدم عدد من المحتجين على تردي الأوضاع الاجتماعية على قطع الطريق في منطقة «جبل محسن» بمحافظة طرابلس شمالي لبنان، وعمل الجيش على إعادة فتحها بعد مواجهات مع المحتجين سقط خلالها 15 جريحاً من عناصره كما قطع آخرون عدداً من الطرق في مناطق عدة.
وأقدم عدد من المحتجين على قطع الطريق عند مدخل منطقة «جبل محسن» احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وفقدان مادتي المازوت والبنزين والدواء والحليب، مما أدى إلى سقوط 4 جرحى أحدهم حالته خطرة.
وتم نشر أفراد من الجيش اللبناني في المنطقة، حيث دارت مواجهات سقط خلالها عدد من الجرحى بين المحتجين وعناصر الجيش الذي عمل على إعادة فتح الطريق.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان أمس، على موقعه على تويتر: أن 10 عسكريين أصيبوا بجروح جراء تعرضهم للرشق بالحجارة في منطقة «جبل محسن» من قبل عدد من المحتجين. وفي بيان منفصل، أعلن الجيش عن إصابة 5 عسكريين بجروح نتيجة إلقاء شبان قنبلة يدوية باتجاههم في منطقة «جبل محسن». ومن جهة أخرى، أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير في منطقة «الكولا» وتقاطع كورنيش المزرعة في بيروت بشكل جزئي، كما كشفت مصادر عن قطع السير على طريق الناعمة جنوب بيروت بالاتجاهين. كما قطع محتجون طريق عام «العبدة» في «حلبا» بعكار شمالي لبنان، وكذلك تكرر الأمر في منطقة المصنع قرب الحدود مع سوريا، شرقي البلاد.واندلعت احتجاجات في مناطق عدة في لبنان منذ أمس الأول، بعدما أعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة، رغم مرور 9 أشهر من تكليفه، بسبب خلافات مع الرئيس ميشال عون.
إلى ذلك، أكّد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أن بلاده ستتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها حاليًا، واعداً ببذل الجهود للخروج من الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون.
جاءت تصريحات الرئيس عون خلال استقباله أمس، في قصر بعبدا وفداً من جامعة «سيدة اللويزة»، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأكد عون أن لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حاليًا على مختلف المستويات، لأن الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكّنتهم دائماً من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي، مشدداً «على رهانه على الجيل الشاب في بناء مستقبل لبنان الذي نريده». وقال عون «لا شيء يجب أن يحبط اللبنانيين رغم قساوة ما يتعرضون له»، واعداً ببذل كل الجهود للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها.
ودعا إلى التركيز على أهمية وجوب تكامل العلم والدين في تحسين ظروف التلاقي الإنساني، بما يكفل محاربة محاولات أخذ الأديان إلى وجهات لا تعكس قيمها ومبادئها.
يذكر أن لبنان يشهد منذ نوفمبر عام 2019 أسوأ أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في يونيو الماضي.