أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

أعلنت حكومة ولاية «جنوب كردفان» السودانية، حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلاً في منطقة «قدير»، بعد تجدد اشتباكات قبلية بين قبائل «الحوازمة، وكنانة العريفات».
وقال والي الولاية حامد البشير، إن لجنة أمن الولاية ولجنة أمن محلية «قدير» ظلتا في انعقاد مستمر منذ اندلاع الأحداث، فجر أمس الأول، مشيراً إلى أن حكومة الولاية اتخذت قرارات بإخلاء المنطقة المتنازع عليها من السكان، واعتبارها منطقة عسكرية، وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلاً بمحلية «قدير»، ومنع الدراجات النارية ذات الإطارين من دخولها، ومنع حمل السلاح في الأماكن العامة لغير الأجهزة الأمنية. وأضاف الوالي أن اللجنة الأمنية أرسلت قوات مشتركة لتعزيز الموقف وتهدئة الأوضاع التي وصفها بـ«الخطرة»، خشية أن تتدخل أطراف أخرى.
وناشد البشير الأطراف المتنازعة ضبط النفس وإيقاف نزيف الدم والاقتتال، مطالباً الحكومة المركزية بدعم الموقف الأمني بطائرة للإجلاء، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم حصر الضحايا من الطرفين.
ومن جانبها، حذرت منظمة حقوقية سودانية من وقوع هجمات انتقامية ذات طابع قبلي بولاية جنوب كردفان. 
واتهمت منظمة حقوق الإنسان والتنمية في بيان لها الشرطة بالتقاعس وعدم بذل أي مجهود في الحادث التي تعود جذوره لهجمات ثأرية مطلع الشهر الجاري، وطالبت الحكومة بإيلاء الاهتمام اللازم بالحالة الأمنية المتردية في ولاية جنوب كردفان، والعمل على ضمان سلامة وأمن الأهالي بمناطق الصراع وحل الميليشيات ونزع الأسلحة غير المرخصة.
وعلى صعيد آخر، عقد رئيس لجنة الوساطة الجنوبية توت قلواك مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية اجتماعاََ مشتركا أمس، مع وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال.
وقال توت قلواك في تصريحات صحفية عقب الاجتماع أن «الوساطة عقدت اجتماعاََ مع طرفي العملية السلمية لمناقشة القضايا العالقة والوصول فيها لمعالجات»، مبيناً أن النقاط الخلافية كانت 19 نقطة حيث حدث فيها تقدم ملموس، مؤكداََ جدية الطرفين في الوصول إلى السلام، مبيناََ أن المفاوضات تمضي بصورة طيبة. 
وقال توت «إن التغيير الذي حدث في السودان يتطلب من كل الأطراف المساعدة في تحقيق السلام»، مبيناََ أن التغيير يرتبط  بالسلام وأن الدور الذي لعبته الوساطة في تحقيق اتفاق جوبا لسلام السودان كان كبيراً.
وناشد قلواك الجانبين بالمضي قدماً في دفع عجلة المفاوضات وصولاََ للتوقيع علي الإتفاق الإطاري، مؤكداََ ثقته في الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال.
إلى ذلك، يصل الخرطوم اليوم السبت، موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في زيارة تستغرق يومين، يرافقه فيها مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن أديوي بانكولي ومستشار رئيس المفوضية محمد الحسن ولد لباد.
ويلتقي الوفد خلال الزيارة برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، ووزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية ستركز اللقاءات على العلاقة بين السودان والاتحاد الأفريقي، خاصة ما يتعلق بدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، والوقوف على تطورات الأوضاع وتنفيذ اتفاقية السلام.