رفض اتحاد لزعماء قبيلتي "هيريرو" و"ناما" في ناميبيا، اليوم الاثنين، الاتفاقية التي اقترحتها ألمانيا، لجبر الأضرار الناجمة عن حقبة الاستعمار.
واعترفت الحكومة الألمانية بجرائم القوة الاستعمارية الألمانية منذ أكثر من 100 عام فيما بات يعرف الآن بناميبيا على أنها إبادة جماعية.
وطالب الاتحاد بتأجيل مراسم التوقيع المخطط لها بين ألمانيا وناميبيا.
وقال ممثلو اتحاد زعماء القبيلتين، المعترف به من قبل الحكومة الناميبية، في بيان نُشر اليوم، إن مدفوعات الدعم البالغة 1,1 مليار يورو على مدار 30 عاما التي عرضتها الحكومة الألمانية هي "كشف صادم" و"غير مقبول" و"إهانة لوجودنا". 
وأضاف البيان أن هذا "المبلغ المهين" مرفوض.
وجاء في البيان أن المجلس يرحب باعتراف الحكومة الألمانية بالإبادة الجماعية، والاعتراف بالذنب عن الفظائع التي وقعت منذ أكثر من 100 عام، وطلب العفو المخطط له، إلا أنه يتعين إعادة التفاوض بشأن مسألة التعويضات.
كانت سلطة "أوفاهيريرو" التقليدية، وهي أحدى قبائل هيريرو، قد وصفت بالفعل الاتفاقية الأسبوع الماضي بأنها نجاح باهر لألمانيا في العلاقات العامة واحتيال من قبل الحكومة الناميبية.
وعقب ما يقرب من ست سنوات من المفاوضات، توصلت الحكومتان الألمانية والناميبية إلى اتفاق بشأن المصالحة الأسبوع الماضي. وقد صرح مجلس زعماء القبائل الآن بأنه لم يشارك في المفاوضات في الوقت المناسب للتشاور مع المجموعات العرقية المعنية.
كانت الإمبراطورية الألمانية، التي عُرِفَتْ باسم (الرايخ الألماني)، استعمرت ناميبيا في الفترة من عام 1884 حتى عام 1915 وأخمدت آنذاك انتفاضتين لشعبي "هيريرو" و"ناما"، وهو ما اعتبره مسؤولون ألمان إبادة جماعية.
ويقول مؤرخون إن نحو 65 ألفا من قبائل الهيريرو (البالغ عددها 80 ألف شخص) وما لا يقل عن عشرة آلاف شخص من قبائل الناما (البالغ عددها 20 ألف شخص) لقوا حتفهم جراء ذلك.