هدى جاسم، وكالات (بغداد)

أوقفت القوات الأمنية العراقية أمس، في بغداد مسؤولاً كبيراً في ميليشيات «الحشد الشعبي» بتهمة اغتيال ناشطين ودوره بالهجوم على قاعدة «عين الأسد» الجوية التي تستضيف قوات دولية، على ما أفاد مصدر أمني رفيع، في خطوة غير مسبوقة تأتي غداة تظاهرة في بغداد انتهت بمقتل متظاهرَين بالرصاص، وتثير مخاوف من توتر.
وقال مصدران أمنيان مطلعان إن قاسم مصلح اعتقل في بغداد لضلوعه في عدة هجمات، منها هجمات في الآونة الأخيرة على قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أميركية وقوات دولية أخرى، فيما أفاد مصدر أمني آخر عن إلقاء القبض على قائد عمليات «الحشد» في الأنبار بتهمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الميليشيات المسلحة الموالية لإيران وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، وناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضاً.

وعلى إثر الإعلان عن توقيف مصلح، أغلقت المنطقة الخضراء في العاصمة بالكامل بسبب تهديدات من ميليشيات موالية لإيران احتجاجاً على ذلك، كما أفاد مصدر أمني كبير آخر.
وأوضح المصدر أنه «كانت لدينا خيوط أولية عن الجهة المنفذة لعمليتي الاغتيال، وبعدما جمعت هذه الخيوط تأكدنا أن هذا الشخص يقف وراء العمليات الجنائية تلك التي استهدفت ناشطين».
وهذه المرة الأولى التي يجري فيها توقيف مسؤول من هذا المستوى في ميليشيات «الحشد الشعبي» وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران.
وغالباً ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة «ثورة تشرين» في العام 2019، إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.
وقال المصدر إن الجهة المنفذة لعملية التوقيف هي لجنة مكافحة الفساد في وكالة الاستخبارات ومهمتها توقيف مسؤولين كبار متورطين في قضايا فساد.
وتحدث المصدر الأمني عن وجود توتر تحسباً لتصعيد أو ردة فعل من قبل تلك الفصائل التي تحاول الضغط للإفراج عن مصلح.
وأصدرت ميليشيات «الحشد» إثر التوقيف بياناً توعدت فيه بأنه سيتم الإفراج عنه في الساعات القادمة.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات في العراق قبل نحو عامين، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، وممن تم اغتيالهم على سبيل المثال المحلل المختص على مستوى عالمي بشؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي الذي قتل في يوليو 2020 أمام أولاده في بغداد.