بغداد (رويترز)
انتقت إيران مئات من المقاتلين الذين يحظون بثقتها من بين كوادر أغلب الميليشيات الطائفية الموالية لها في العراق لتشكل جماعات نخبوية أصغر حجماً شديدة الولاء لها متحولة بذلك عن اعتمادها على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها.
وتم تدريب الجماعات السرية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية وهي تأتمر بأمر ضباط في «فيلق القدس» ذراع الحرس الثوري الإيراني.
وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها.
وقال مسؤول أمني عراقي «الفصائل الجديدة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحرس الثوري الإيراني. فهي تتلقى أوامرها منه لا من أي طرف عراقي».
وأكد هذه الرواية مسؤول أمني عراقي ثان وثلاثة قادة في ميليشيات أكبر موالية لإيران لها نشاط معروف في الحكومة العراقية ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي.
وقال أحد قادة الميليشيات الموالية لإيران «يبدو أن الإيرانيين شكلوا جماعات جديدة من الأفراد المنتقين بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات والحفاظ على السرية التامة، ونحن لا نعرف من هم».
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان إن 250 مقاتلاً على الأقل سافروا إلى لبنان على مدار أشهر عدة في 2020 حيث تولى مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات «حزب الله» اللبناني تدريبهم على استخدام الطائرات المسيرة وإطلاق الصواريخ وزرع القنابل والترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين «المجموعات الجديدة تعمل سراً ويأتمر قادتها غير المعروفين مباشرة بأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني».
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان والمصادر الغربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء هجمات من بينها هجوم على قوات تعمل بقيادة أميركية في قاعدة «عين الأسد» العراقية في الشهر الحالي والهجوم على مطار أربيل الدولي في أبريل وكلها باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات.
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان ومسؤول حكومي وقادة الميليشيات الثلاثة إن «فيلق القدس بدأ بفصل العناصر الموثوق فيها عن الميليشيات الرئيسية بعد شهور من مقتل سليماني».
ويعكس التحول عن دعم ميليشيات كبيرة إلى الاعتماد على كوادر أصغر يسهل إحكام السيطرة عليها استراتيجية اتبعتها إيران من قبل.
وفي العام الماضي بدأت جماعات لم تكن معروفة من قبل إصدار بيانات تعلن فيها مسؤوليتها في أعقاب هجمات بالصواريخ وقنابل مزروعة في الطرق.
وفي كثير من الأحوال كان المسؤولون الغربيون وتقارير الباحثين الأكاديميين يعتبرون هذه الجماعات الجديدة مجرد واجهات لكتائب «حزب الله» أو أي ميليشيات أخرى، غير أن المصادر العراقية قالت إن هذه الجماعات منفصلة فعلياً وتعمل بشكل مستقل.
وقال المسؤول في الحكومة العراقية «يحاولون في ظل قاآني (الذي خلف سليماني) إنشاء جماعات من بضع مئات من الرجال من هنا وهناك بهدف أن تكون موالية فقط لفيلق القدس، جيل جديد».