أحمد أباد (وكالات) 

بدأت الهند إجلاء عشرات الآلاف من المناطق المنخفضة على امتداد ساحلها الغربي، لمواجهة وصول إعصار قوي إلى اليابسة في ولاية جوجارات غرب البلاد.
وذكرت وكالة الأرصاد الجوية الهندية، في بيان، أنه «من المرجح جداً أن تزداد قوة الإعصار خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، وأن يتحرك في اتجاه الشمال والشمال الغربي ويصل إلى ساحل جوجارات مساء السابع عشر من مايو».
ومن المتوقع أن يمر الإعصار «توكتاي»، الذي تشكل في بحر العرب، عبر ولاية جوجارات مصحوباً برياح تصل سرعتها إلى 175 كيلومتراً في الساعة، وأن يبلغ اليابسة في الولاية صباح اليوم التالي.
وتسببت العاصفة الإعصارية الشديدة، حتى الآن، في مقتل 6 أشخاص، على الأقل، وغرق مناطق واسعة وتدمير منازل واقتلاع أشجار وأعمدة الكهرباء وازدادت قوة العاصفة الاستوائية «تاوكتا» وتحركت باتجاه الشمال الغربي عبر ولايتي كيرالا وكارناتاكا، وتقع حالياً شمال غرب ولاية جوا.
وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية، حتى الآن، في إحداث فوضى في الأحزمة الساحلية لولايات كيرلا وكارناتاكا وجوا، وهو ما تسبب في غمرها بالمياه واقتلاع الأشجار وعرقلة إمدادات الكهرباء منذ ليلة الجمعة الماضية.
ولقي شخصان حتفهما في ولاية كيرلا وأربعة أشخاص في ولاية كارناتاكا، طبقاً لما ذكرته صحيفة «إنديان إكسبرس». وجرى نقل مئات الآلاف من الأشخاص في تلك المناطق وولاية «ماهاراشترا» المجاورة وولاية جوجارات والأراضي الخاضعة للإدارة الاتحادية في دامان وديو إلى مراكز إغاثة مؤقتة.
وفيما حذرت وكالة الأرصاد الجوية أيضاً من احتمال تعرض المنازل لأضرار كبيرة تصل إلى الدمار، قالت: إن من المتوقع تعطل خدمات السكك الحديدية حتى 21 مايو.
وقالت الحكومة في بيان: «إنه يجري اتخاذ جميع الإجراءات لإجلاء سكان المناطق المتضررة من الإعصار، من أجل ضمان عدم وقوع خسائر في الأرواح مطلقاً».
وقال مسؤول بولاية جوجارات: إن عمليات إجلاء السكان من المناطق الساحلية بدأت، وإنها ستشمل أكثر من 100 ألف شخص.
وسيمثل الإعصار أيضاً تحدياً أمام حكومة الولاية، التي تتعامل مع أعداد كبيرة من الإصابات بمرض «كوفيد-19»، حيث تعمل الحكومة هناك على ضمان استمرار توفير موارد الطاقة والأكسجين لمستشفيات عزل الإصابات بالفيروس، وغيرها من المنشآت الطبية.
وفي ولاية مهاراشترا المجاورة، نقلت الحكومة مصابي «كوفيد-19»، الذين يخضعون للعلاج في مراكز مؤقتة في مومباي عاصمة الولاية إلى مستشفيات أخرى، مع تحرك الإعصار نحو ولاية جوجارات، حسبما ذكر مكتب رئيس حكومة الولاية.

وثيقة حكومية: إلقاء جثث ضحايا الوباء بالأنهار
كشفت حكومة ولاية أوتار براديش بشمال الهند، في رسالة، أنه جرى العثور على جثث ضحايا «كوفيد-19» ملقاة في بعض الأنهار الهندية، في أول اعتراف رسمي بعملية مثيرة للقلق، وقالت: إنها ربما ناجمة عن الفقر، والخوف من المرض في القرى.
وصدمت صور الجثث، التي جرفها التيار في نهر الجانج المقدس لدى الهندوس، شعباً يرزح تحت عبء أسوأ زيادة في عدد إصابات فيروس «كورونا» في العالم.
ورغم أن وسائل الإعلام ربطت الزيادة الأخيرة في أعداد هذه الجثث بالجائحة، إلا أن ولاية أوتار براديش، التي يقطنها 240 مليون نسمة، لم تكشف حتى الآن علناً عن سبب الوفيات.
وقال مانوج كومار سينغ، المسؤول الكبير بالولاية في رسالة في 14 مايو، لرؤساء المناطق: «لدى الإدارة معلومات تفيد بإلقاء جثث من توفوا نتيجة كوفيد-19، أو أي مرض آخر في الأنهار، بدلاً من التخلص منها، وفقاً للطقوس المناسبة». وأضاف: «نتيجة لذلك انتشلت جثث من الأنهار في مناطق كثيرة».
وحث رئيس الوزراء ناريندرا مودي المسؤولين، على تعزيز موارد الرعاية الصحية بالريف، وتعزيز المتابعة مع انتشار الفيروس بسرعة في تلك المناطق، بعد اجتياحه المدن.
وقال سينغ في الرسالة: إن من بين الأسباب المحتملة للتخلص من الجثث في الأنهار نقص الأموال اللازمة لشراء مواد مثل الحطب لحرق الجثث، والمعتقدات الدينية في بعض المجتمعات، وتخلص العائلات من الضحايا، خوفاً من المرض.