شعبان بلال (القاهرة)

اختتمت المُباحثات «الاستكشافية» بين وفدي مصر وتركيا في القاهرة أمس، برئاسة نائب وزير الخارجية المصري السفير حمدي سند لوزا، ونائب وزير خارجية تركيا سادات أونال.
وحسب بيان مشترك حول الجولة الاستكشافية للمشاورات بين مصر وتركيا، فإن المناقشات بين الجانبين كانت «صريحة ومعمقة»، حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط.
وذكر البيان المشترك أن الجانبين سيقومان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة.
وقالت مصادر لـ«الاتحاد» إن هذه الزيارة استكشافية وجولة استهلالية ضمن جولات عديدة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود لقاءات أمنية على مدار الأشهر الماضية حسمت العديد من القضايا، ووضعت شروطاً لتطبيع العلاقات.
وأوضحت المصادر أن هذه الاجتماعات انفراجة وتحريك للمياه الراكدة في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن المناقشات دارت حول العديد من القضايا التي ذكرها البيان المشترك مع التركيز على الملف الليبي وتنظيم «الإخوان» الإرهابي وملف شرق المتوسط.
ولفتت المصادر إلى أنه سيتم وضع برنامج عمل للخطوات واللقاءات الدبلوماسية المقبلة ومن المبكر الحديث عن نتائج لهذه المشاورات كونها استكشافية.
وذكرت المصادر أنه بعد زيارة الوفد التركي برئاسة نائب وزير الخارجية السفير سادات أونال من المتوقع أن يدعو وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو نظيره المصري سامح شكري لحضور منتدى أنطاليا للدبلوماسية الذي سيعقد في يونيو المقبل، موضحة أن هذه الزيارة ستكون هي أعلى مستوى زيارة من مصر إلى تركيا منذ 8 سنوات.
ووصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي البيان المشترك بأنه لهجة متفائلة تدل على نجاح الدبلوماسية المصرية، موضحاً أن العلاقات بين البلدين لم تُقطع ولكن تم الاكتفاء بسحب السفراء في وقت سابق.
وأضاف لـ «الاتحاد» أن أنقرة اتخذت عدة خطوات في الأسابيع الأخيرة لتحقيق الطلبات المصرية، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد أيضاً سلسلة من الخطوات العملية التي على رأسها إسكات المنصات الإعلامية المعادية لمصر، وعدم ممارسة أنشطة تعادي الدولة من قبل عناصر تنظيم «الإخوان» المقيمين في تركيا وتسليم بعضهم، وعودة العلاقات التجارية إلى وضعها، وزيادة تدفقات التبادل التجاري ومواصلة الاستثمارات المشتركة.
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن القاهرة تنتظر أيضاً موقف أنقرة في شمال سوريا وشمال العراق، وإخراج المرتزقة من ليبيا.
واتفق جيواد غوك، المحلل السياسي التركي، حول أن هذه الاجتماعات كانت استكشافية لما يجري في ليبيا وشرق المتوسط سوريا والعراق، بالإضافة إلى القضايا الثنائية كتعيين السفراء والتعاون الأمني، والموقف من جماعة «الإخوان» الإرهابية.
وأشار لـ «الاتحاد» إلى أن المشاورات المعمقة والصريحة تستهدف أيضاً عدم الإبقاء على أي ملفات معلقة بين الجانبين وبحث جميع المشاكل، موضحاً أن بحث الأزمة في سوريا تطور مهم جداً أيضاً.