حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)- دعت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، تركيا إلى التعاون فيما يتعلق بملف إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، في إطار دعم السيادة.
وقالت المنقوش، في مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي مولود تشاووش أوغلو، في العاصمة طرابلس: «ندعو تركيا للتعاون معنا فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن الدولي»، مؤكدة حرص بلادها على إقامة علاقات شراكة اقتصادية وتنموية مع أنقرة، في إطار تبادل المصالح بين البلدين.
وأكدت المنقوش على التزام حكومة الوحدة الوطنية بخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، وصولاً إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام الجاري، مشيدة بدعم تركيا للقطاع الصحي في ليبيا في مواجهة وباء «كورونا».
من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على أن التعاون العسكري مع ليبيا، جرى بناء على طلب من حكومة «الوفاق»، مشيرا إلى ما وصفه بـ«محاولة للمساواة بين القوات التركية في ليبيا وأخرى غير شرعية».
وأكد أوغلو دعم تركيا «للحكومة الليبية في تحقيق مطالب الشعبي الليبي»، مشيراً إلى إجراء مشاورات من أجل عودة الشركات التركية إلى ليبيا.
وأجري تشاووش أوغلو، أمس، مشاورات في العاصمة الليبية طرابلس مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، لبحث تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، كما وصل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان العامة التركي يشار جولر، ورئيس الاستخبارات، إلى العاصمة الليبية.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب الليبي محمد العباني، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عجز حكومة الوحدة الوطنية في التعامل الجماعات المسلحة المحلية المنتشرة غرب البلاد، وتحديداً الجماعات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة التي ينحدر منها رئيس الحكومة.
وأما عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة، فأوضح أن زيارة الوفد التركي الذي يضم وزيري الدفاع والخارجية تأتي بعد زيارة الدبيبة إلى تركيا على رأس أكبر وفد حكومي، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية قبل حتى اعتماد ميزانية لهذه الحكومة التي يفترض أنه لم يتبق من عمرها إلا ثمانية أشهر.
وعن سبب زيارة الوفد التركي في هذا التوقيت إلى طرابلس، أكد أوحيدة أن تفعيل العقود السابقة ومذكرات التفاهم من أبرز الملفات المطروحة للنقاش.
على جانب آخر، بحثت وزيرة العدل الليبية حليمة إبراهيم مع عماد السائح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أوجه التعاون بين الوزارة والمفوضية، ولاسيما فيما يتعلق بالاستعدادات للاستحقاق الانتخابي المقبل نهاية العام، كما ناقش الاجتماع الإطار القانوني للانتخابات والآليات المتبعة وسبل تطويرها، بما يتماشى والمعايير الدولية.
كما تم التأكيد على أهمية تدريب القضاة على ممارسة الرقابة القضائية على الانتخابات والنظر في الطعون الانتخابية.
وفي طرابلس، استعرض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا يان كوبيتش، خلال لقائه عضوا المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وموسى الكوني، نتائج زيارته للمنطقة الشرقية خلال الأيام الماضية التي تطرق خلالها لآليات توحيد المؤسسة العسكرية والتأكيد على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. 
وأكد المبعوث الأممي بأنه سيناقش خلاله لقائه رئيس البرلمان عقيلة صالح الإسراع في إنجاز القاعدة الدستورية، والقوانين الخاصة بالانتخابات، لضمان إجراءها نهاية العام الجاري.
فيما أشاد عبدالله اللافي بالجهود التي تبذلها البعثة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وتأكيده استكمال توحيد مؤسسات الدولة، والعمل تحت مظلة المجلس الرئاسي.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على توحيد المؤسسة العسكرية، والاستمرار في دعم لجنة «5+5» للقيام بمهامها بالشكل المطلوب، الذي سيفضي بافتتاح الطريق الساحلي وسحب القوات الأجنبية من على كامل التراب الليبي، بما يضمن استقرار البلاد، والمضي قدمًا نحو إجراء الاستحقاق الانتخابي الذي يطمح إليه كل الليبيين.