حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
يجري وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو مشاورات في العاصمة طرابلس، اليوم الاثنين، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ووزير الخارجية نجلاء المنقوش، لبحث تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وقالت مصادر دبلوماسية ليبية لـ«الاتحاد»: إن زيارة وزير الخارجية التركي ستبحث عدداً من الملفات الثنائية بين الجانبين الليبي والتركي، خصوصاً ملف التواجد العسكري في مدن المنطقة الغربية، إضافة للتطرق إلى ملف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في البلاد.
وأشارت المصادر الليبية إلى أن حكومة الوحدة الوطنية متمسكة بإخراج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين تم نقلهم إلى البلاد منذ نوفمبر 2019 وحتى الآن، موضحة أنها تولي اهتماماً كبيراً لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، إلا أن ملف المرتزقة يعرقل تلك الجهود.
وأوضحت المصادر أن زيارة وزير الخارجية التركي إلى طرابلس تأتي قبل يومين من اجتماعات تركية مصرية ستجري في القاهرة لبحث تقريب وجهات النظر بين البلدين، مشيرة إلى وجود تنسيق مشترك بين القاهرة وطرابلس لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
إلى ذلك، تقود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تحركات مكثفة لإنجاز خريطة الطريق، التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، ولا سيما الدفع نحو إنجاز الاستحقاقات الانتخابية في 24 ديسمبر المقبل، وناقش رئيس المفوضية الليبية للانتخابات عماد السايح مع المبعوث الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش، الاستعداد للانتخابات.
على جانب آخر، أثار تحفظ المجلس الأعلى للدولة الليبي على طريقة اختيار المرشحين للمناصب السيادية من مجلس النواب حالة من الرفض لعدد من أعضاء البرلمان الليبي، لأن دور مجلس الدولة استشاري في هذا الملف.
وأكد عضو البرلمان الليبي المبروك الخطابي رفضه تدخل مجلس الدولة في التعليق على تولي المناصب السيادية خلال المرحلة الانتقالية، معتبراً أن المجلس تجاوز دوره الاستشاري.
واعتبر الخطابي أن مجلس الدولة يقوم بكثير من التجاوزات والتأويلات المغلوطة، التي يحاول فيها تقديم مكانته ككيان تشريعي، مستغلاً انقسام البرلمان في محاولة التفاف على النص الصريح بأن مجلس النواب الليبي هو السلطة التشريعية الوحيدة.
إلى ذلك، علمت «الاتحاد» أن القاهرة ستعمل على ملف توحيد المؤسسة العسكرية الليبية عقب إجازة عيد الفطر المبارك، في إطار جهودها الرامية لدعم المؤسسات الليبية وتوحيدها لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.
ويجري مسؤولون مصريون اتصالات مكثفة مع أطراف في حكومة الوحدة الوطنية وآخرين في القيادة العامة للجيش الليبي لبحث استضافة القاهرة لاجتماعات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، ودعمها في معركتها ضد الإرهاب والجماعات الإجرامية.
وفي سياق متصل، بحث عضو المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، مساء أمس الأول، مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، توحيد المؤسسة العسكرية، في حضور المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش.
وقال الكوني في تغريدة نشرها عبر «تويتر»: إن اجتماعه مع المشير حفتر يأتي استكمالاً لمساعي توحيد مؤسسات الدولة، والمؤسسة العسكرية بصورة خاصة.
وفي طرابلس، بحث كوبيش، أمس، مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، القضايا المتعلقة بالأوضاع المالية والاقتصادية للدولة، والقطاع المصرفي، وجهود المصرف في إنهاء مشكلة السيولة، والتعاون بين المصرف وحكومة الوحدة الوطنية بشأن كثير من الملفات، ومنها جائحة كورونا وتوفير اللقاحات، ودعم قطاع النفط والكهرباء.