شعبان بلال، وكالات (القاهرة، نجامينا)

قُتل 5 أشخاص وأصيب 37 آخرين على الأقل، أمس، في تظاهرات متفرقة في نجامينا وجنوب تشاد ضد المجلس العسكري الذي تولّى الحكم عقب وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو قبل أسبوع، حسبما أعلنت النيابة العامة.
لكن مرصداً محلياً أشار إلى مقتل 9 أشخاص. وذكرت الجمعية التشادية لحقوق الإنسان، في بيان: سقط 9 قتلى، سبعة في نجامينا واثنان آخران في موندو بجنوب تشاد. يأتي ذلك فيما دعا الزعيم العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي، أمس، إلى دعم بلاده، من أجل استقرار الوضع الاقتصادي والمالي الذي تأثر بشدة بسبب الحالة الأمنية وجائحة فيروس «كورونا».وفي أول خطاب له إلى الأمة، قال ديبي، الذي تولى السلطة بعد مقتل أبيه الرئيس السابق إدريس ديبي الأسبوع الماضي: إن الجيش تولى زمام الأمور بعد أن رفض رئيس الجمعية الوطنية تولي سلطاته الدستورية، مضيفاً: «إن بلاده بحاجة إلى دعم هائل من الشركاء». يأتي ذلك، فيما تسيطر الضبابية على المشهد في تشاد بعد اغتيال الرئيس الراحل إدريس ديبي الذي قتل بنيران المتمردين.
وقال المحلل السياسي والإعلامي التشادي أبوبكر محمد عبدالسلام: إن الصورة حتى الآن للمشهد التشادي ضبابية، بعد الإعلان عن مجلس انتقالي عسكري يقوده ابن الرئيس الراحل، موضحاً أن تطورات الأوضاع أخذت تعرجات عدة، أولها المعارضة المسلحة التي وجهت ضربات متكررة، وزاد من تعقد الموقف رفض المجلس العسكري الانتقالي للحوار مع المعارضة المسلحة المتهمة بالإرهاب.
وأوضح لـ«الاتحاد» أن المشهد في الداخل التشادي لم يهدأ منذ سقوط الرئيس الراحل في أرض المعركة ثم ميلاد المجلس العسكري الانتقالي الذي بدوره وضع ميثاقاً دستورياً جديداً لقيادة المرحلة الحالية والفترة الانتقالية لثمانية عشر شهراً.
إلى ذلك، استبعدت المحللة السياسية التشادية والناشطة الاجتماعية فاطمة السلامي، تسليم السلطة إلى مدنيين في الوقت الحالي نظراً للوضع الأمني، مؤكدة أن تشاد تلعب دوراً كبيراً في القارة الأفريقية، خصوصاً دول الساحل التي تنشط فيها جماعات إرهابية. يأتي ذلك فيما يبدو أن فرنسا غيرت، أمس، موقفها من دعم تحول مدني - عسكري في تشاد إلى الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مدنية تدير شؤون البلاد، لحين إجراء انتخابات في غضون 18 شهراً. ويواجه المجلس العسكري ضغوطاً عالمية لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية في أقرب وقت.