أحمد عاطف وعبدالله أبوضيف (القاهرة)
في 2013، وعندما كان الاستقطاب في أوجه بمصر، لم يكن ليميز عماد عبد الحافظ، الشاب الإخواني (الذي انشق لاحقاً عن الجماعة)، الحق من الباطل، حيث كان متأثرا في هذه الفترة بشكل كبير بالخطاب الديني الخارج من ميدان رابعة العدوية، حيث مقر اعتصام جماعة الأخوان والموالين لهم بعد عزل رئيسهم محمد مرسي آنذاك، يقول لـ«الاتحاد»: إن أي شخص في هذه الفترة لم يكن ليتمكن من حقيقة خطاب المظلومية الخارج من المنصة، تروايح شهر رمضان المبارك وصوت القرآن للمقرئين الذين يتم اختيارهم بعناية.
عبد الحافظ الذي انشق عن جماعة الإخوان بعد مراجعات فكرية في السجن، كشف عن شهادته حول اعتصام رابعة العدوية الذي فضته السلطات المصرية وخلدته ذاكرة المصريين بصور وفيديوهات موثقة يتم عرضها بعد سنوات في أعمال تلفزيونية آخرها الاختيار 2، والذي يعرض ملحمة تضحيات الشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب.
يشير عبد الحافظ لـ«الاتحاد» إلى أنه سمع من أكثر من شخص داخل ميدان رابعة بالجيزة وجود أسلحة بداخله، بينما الاختلاف في الحديث هو هل خرج السلاح من الميدان قبل ساعات من الفض فعلا مثلما روجت قيادات في الجماعة أم لا، مؤكدًا أن اعتصام رابعة العدوية هو أكبر ادعاء للمظلومية سوقه الإخوان ونجحوا فيه على مدار سنوات.
وأكد عبد الحافظ الذي تم القبض عليه يوم فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس من عام 2013، أن الإخوان استخدموا اعتصام رابعة لمخاطبة الخارج حيث لم تكن تردد القيادات في هذه الفترة سوى خطابات تتعلق بضرورة التدخل الخارجي لحماية الشرعية وغيرها مما حاولوا تسويقه بعد ثورة 30 يونيو، والتي أسقطت حكمهم بعد عام واحد فقط من تولي مرسي شؤون البلاد.
وأشار عبد الحافظ إلى أن الإخوان شعروا بصدمة كبيرة جدا بعد سقوط حكمهم، حيث لم يكونوا يتخيلوا أن ما حاولوا الحصول عليه على مدار 80 عاما لم يستطع أن يصمد سوى سنة واحدة ثم يفشلون في الإدارة ويهربون للخارج مرة أخرى، مؤكدًا أن أفكاره الحالية مختلفة تماما عن تلك الفترة، حيث عرف أن جماعة الإخوان استخدمتهم فيها لأغراضها السياسية.
ومن عماد إلى عبدالمعطي وهو شاب آخر من محافظة الشرقية انشق أيضاً عن الجماعة عندما رأى خيانة التنظيم وهروب القيادات، مؤكداً أن وجهة نظره تغيرت عندما رأى لأول مرة في حياته الرايات السوداء منصوبة على بعض الخيام هناك، موضحاً أن صوت هؤلاء الجهاديين أصبح عاليا في تلك اللحظة وبدا أعلى من الإخوان أنفسهم وبدؤوا يأخذون دورهم في التصدر، بعدما اتهموا الإخوان بأنهم هم من أوصلوا الأمور لهذا الحد، في المقابل كان الإخوان وقيادتهم مستسلمين للأمر لا يرتفع لهم صوت أمام هؤلاء.
وأضاف عبدالمعطي فى شهادته لـ«الاتحاد» أنه لا ينسى أحداث قطع الطرق أو الهجوم على أي قسم شرطة أو غيرها من أعمال العنف، كانت جميعها تذاع على منصة رابعة على طريقة البيان، ( بيان هام) يتبعه تهليل وتكبير، مشيراً إلى أن الجيش المصري كان يلقي عليهم منشورات تدعوهم إلى الرجوع للمنزل لكن الإخوان كانوا يقابلوا ذلك برفع الأحذية في وجه الطائرات، مشدداً على أن الحقيقة الذي اقتنع بها وأصبحت ماثلة أمام الجميع أن من مات في رابعة ذنبه في رقاب قيادات الجماعة، وأنه ترك التنظيم بعدما اكتشف زيفهم.