أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم ) 

قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي، إن تعنت إثيوبيا ورفضها العودة للمفاوضات، سيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة. 
وأطلع عبدالعاطي رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، على نتائج جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة خلال يومي 4 و5 أبريل الجاري، مشيراً إلى أنها لم تحقق أي تقدم، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول إعادة استئناف المفاوضات، حيث رفضت إثيوبيا مختلف المقترحات والبدائل المقدمة من جانب دولتي المصب، والتي تستهدف إعادة إطلاق عملية التفاوض مرة ثانية، سعياً للوصول إلى حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
ولفت وزير الري المصري إلى المرونة التي تمتع بها الجانبان المصري والسوداني خلال تلك الجولة، بما يعكس الرغبة الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، مشيراً إلى أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجرى تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق، وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة، وزيادة الاحتقان في المنطقة.
في غضون ذلك، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، أن بلاده يمكن أن تلجأ إلى مجلس الأمن، أو إلى التحكيم الدولي في قضية سد النهضة الإثيوبي، موضحاً أن كل المفاوضات الماضية بشأن السد لم تصل إلى نتائج، وآخرها المباحثات التي جرت في العاصمة الكونجولية كينشاسا.
وأوضح البرهان أن مفاوضات سد النهضة استغرقت وقتاً طويلاً، ولم تصل إلى نتائج، مشيراً إلى أن «الخرطوم كانت تعتقد أن الحلول الأفريقية هي الأفضل للأزمة، لكن اتضح لنا أن الوساطة الأفريقية تحتاج إلى مساندة، وقدمنا عرضاً بتوسيط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».
كما أشار البرهان إلى أنه يمكن اللجوء إلى مجلس الأمن في أزمة سد النهضة واللجوء للتحكيم الدولي.
وفي السياق ذاته، قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، في تغريدة على تويتر، «السودان سوف يحمي مصالحه وسلامة مواطنيه بكل الخيارات الممكنة، بما يكفله القانون الدولي ضد أي إجراء أحادي بخصوص سد النهضة». ودان الوزير ياسر عباس، الموقف الإثيوبي الرافض لحل الوساطة الرباعية، التي تشمل أطرافاً أوروبية، وأميركية، للتوسط بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من الجانب الآخر.
وقال عباس في تغريدة أخرى «برفض الوساطة الرباعية، تعمل إثيوبيا على شراء الوقت والشروع في الملء الثاني دون اتفاق سد النهضة».
ولفت الوزير في تغريدة أخرى إلى أن «الوساطة الرباعية تعني تقريب وجهات النظر، وتقوية الإرادة السياسية للتوصل لاتفاق مرض بخصوص الملء والتشغيل». وشدد الوزير على «الوسطاء لا يمكنهم أن يحلوا محل المتفاوضين، كما تدعي إثيوبيا». ونفت وزارة الخارجية السودانية، تصريحات نُسبت لوزير المياه والري والطاقة الإثيوبي ذكر فيها بأن السودان ومصر رفضا مشاركة جنوب إفريقيا ضمن فريق مفاوضات سد النهضة، موضحة أن هذه التصريحات غير صحيحة ومجافية للحقيقة. 
وأكدت الخرطوم حرص السودان بصورة ثابتة وحثيثة على الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويحفظ مصالحهم بما في ذلك حق إثيوبيا في التنمية بشرط توقيع اتفاق ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ في 2015.
وأوضحت الخارجية السودانية أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تقدمت بدعوة للدول الثلاث الأطراف لاستئناف المفاوضات بكنشاسا خلال أبريل الجاري على 
المستويين الوزاري والخبراء، وقد شارك السودان في الاجتماعات التي اُختتمت دون التوصل لاتفاق في ظل التعنت الإثيوبي وعدم الاستجابة لمقترحات الحلول التي طُرحت من السودان ومصر. 
وأكدت أن السودان تقدم بمقترح الرباعية من أجل الوصول إلى اتفاق يراعي مصالح الدول الأطراف، خاصة وأن الأطراف الثلاثة «الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، والأمم المتحدة»، تشارك في التفاوض كمراقبين وليس كوسطاء، وأعلنت إثيوبيا عدم موافقتها على المقترح باعتباره خروجاً بالمشاكل الإفريقية خارج البيت الإفريقي.
ولفتت إلى مقترح طُرح خلال المفاوضات، وهو أن يقوم الرئيس تشيسكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بالتنسيق مع الأطراف الدولية لتسهيل عملية التفاوض والتوصل لاتفاق خلال 8 أسابيع وهذا المقترح أيضاً رفضته إثيوبيا، 
مشيرة إلى أنه خلال المفاوضات برز مقترح بأهمية إشراك جنوب إفريقيا بجانب الدول المذكورة، وقد رحب السودان بشدة وأعلن موافقته على المقترح، كما رحبت به مصر أيضاً، وقد كان ذلك بحضور وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية ومفوض السلم والأمن الإفريقي.
إلى ذلك، قال البيت الأبيض، إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ناقش مع وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين في اتصال هاتفي أهمية مواصلة الحوار لحل الأزمة الحدودية مع السودان وسد النهضة. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرج استمرار بلاده في دعم الجهود لحل أزمة سد النهضة، مؤكداً أهمية الوساطة الأفريقية في حل الأزمة، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم أفكار فنية للمساعدة في حل أزمة السد، وأضاف «نؤمن بالحل الدبلوماسي لأزمة سد النهضة، ونرفض الإجراءات الأحادي الجانب».

القاهرة توقع اتفاقية تعاون استخباراتي عسكري مع أوغندا
وقعت مصر وأوغندا اتفاقية تعاون استخباراتي عسكري بمقر المخابرات الأوغندية في العاصمة كمبالا.
وقالت الحكومة الأوغندية في بيان، إن الاتفاقية الموقعة هي نتيجة لاجتماع بين مسؤولين من البلدين استضافته القاهرة في ديسمبر الماضي.
ونقل البيان عن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوغندية أبيل كانديهو قوله: إن الاتفاقية تؤسس لاستمرار التعاون بين الوكالتين في مجال تبادل المعلومات على أساس منتظم، وهو أمر ضروري لمكافحة الإرهاب والجرائم الأخرى. وطبقاً للبيان الذي أعادت نشره صفحة السفارة المصرية في كمبالا، أكد اللواء سامح صابر الدجوي رئيس الوفد المصري ونائب رئيس جهاز الاستخبارات المصرية على أهمية التعاون بين البلدين. وبموجب هذه الاتفاقية ستتبادل مصر وأوغندا معلومات استخباراتية على أساس منتظم.