أبوظبي، القاهرة (الاتحاد، وام)
عبرت دولة الإمارات عن تضامنها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة إزاء حادث تصادم قطارين في محافظة سوهاج والذي أسفر عن خسائر في الأرواح. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة المصرية وأهالي وذوي الضحايا في هذا المصاب الجلل وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وشهدت مصر حادثاً مأساوياً، أمس، إثر تصادم وقع بين قطارين في مركز طهطا بمحافظة سوهاج جنوبي مصر، ما تسبب بمقتل 32 شخصاً، وإصابة 108 آخرين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان المصرية الدكتور خالد مجاهد في بيان إن الإصابات تراوحت بين كسور وجروح قطعية وسحاجات بأماكن متفرقة بالجسد، مؤكداً أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة بالمستشفيات.
وأشار إلى أنه تم رفع درجة الاستعداد للقصوى بجميع المستشفيات بمحافظات سوهاج وأسيوط والأقصر وقنا بصعيد مصر جنوبي البلاد.
وأضاف أنه تم الدفع بتعزيزات طبية من محافظة القاهرة إلى سوهاج، حيث أقلعت طائرة تحمل فرقاً طبية بمختلف التخصصات الطبية لمستشفيات محافظة سوهاج.
وفي هذا الإطار أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في حادث تصادم قطاري سوهاج الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة.
وقال السيسي في تدوينة له على صفحته الشخصية على موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك: «تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي شاهدناه بتصادم قطارين في محافظة سوهاج». وأضاف السيسي «الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم لن يزيدنا إلا إصراراً على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث، ولقد وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة». وأعرب عن خالص العزاء لأسر الضحايا وكامل الدعم والأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين موجهاً الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وتوفير التعويض اللائق لأسرهم.
وأهابت النيابة العامة بكافة الجهات الالتزام بعدم إصدار أية بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع حادث تصادم القطارين بسوهاج، مشيرة إلى أنها تتولى التحقيقات لكشف حقيقة أسباب وقوعه، فيما انتقل النائب العام المستشار حماده الصاوي بنفسه إلى موقع الحادث لمعاينته.
وأمر النائب العام المصري المستشار حماده الصاوي في بيان بالتحقيق العاجل في الحادث.
ومن جهته، توجه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزراء التعليم العالي والصحة والسكان والتنمية المحلية والنقل والتضامن الاجتماعي إلى محافظة سوهاج لزيارة مصابي الحادث لمتابعة إجراءات التعامل معه.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء المستشار نادر سعد في بيان، إن مدبولي كلف بسرعة تشكيل لجنة فنية متخصصة للوقوف على أسباب الحادث، مشدداً على أنه لن يتم التهاون مع أي خطأ أو تقصير وستتم محاسبة المتسبب عن الحادث. ومن جهتها، قالت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، إن حادث قطاري سوهاج نتج عن قيام مجهولين بفتح «بلف الخطر»، فهو عبارة عن مربع حديد لونه أحمر مغطى بزجاج يسمح بكسره في حالات الطوارئ والخطر فقط مشيرة إلى حدوث ذلك ببعض العربات بقطار رقم 157، ما أدى لتوقف القطار واصطدام قطار 2011 به من الخلف.
وكشفت مصادر بهيئة السكك الحديدية المصرية أن القطار رقم 157 مميز الذي تسبب في الحادث، لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها بعطل، ومؤكدة أنه تسبب في حوادث قطارات عطلت سير حركة السكة الحديد في محافظات الصعيد.
ولفتت المصادر لـ«الاتحاد» أن الحوادث السابقة له كانت في أغسطس 2020 حينما اصطدم القطار بتروسيكل، بالقرب من قرية العقبة بمركز دشنا ما تسبب في حدوث عطل بالجرار، وإصابة أمين شرطة، وأصلحت السكة الحديد العطل وعادت الحركة لمسارها.
وفي ديسمبر 2020 خروج عربتين من نفس القطار من السكة الحديد، بين محطتي قنا وقوص جنوبي مصر، ولكن لم تقع إصابات، ودفعت «السكة الحديد» بأوناش الهيئة بالمنطقة الجنوبية، لرفع العربات وعودة حركة القطارات إلى طبيعتها.