تل أبيب (وكالات) 

نشرت لجنة الانتخابات الإسرائيلية، أمس، بيانات التصويت المحدثة لانتخابات «الكنيست» الـ24. وسيتمكن أكثر من 6.5 مليون ناخب مؤهل من الذهاب إلى صناديق الاقتراع اليوم في رابع انتخابات تشريعية خلال أقل من عامين. 
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس، أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لن يسعى لتشكيل حكومة وحدة إسرائيلية بعد الانتخابات.
ويأمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن يتمكن حزب «الليكود»، الذي يتزعمه، من التقدم في نتائج الانتخابات، إلا أنه سيكون بحاجة لشركاء من أجل تشكيل ائتلاف لكي يضمن غالبية من 61 مقعداً في أصل 120 في الكنيست.
وهذا يعني أن إسرائيل ستواجه ثلاثة احتمالات بنتيجة هذه الانتخابات: إما ائتلاف جديد برئاسة نتنياهو، أو حكومة منقسمة توحدها فقط معارضتها له، أو انتخابات خامسة.
وخلال فترة من الجمود السياسي غير المسبوق، تبين أن حزب الليكود وحلفاءه اليمينيين غير قادرين على ضمان أغلبية مستقرة في البرلمان.
لكن انتخابات اليوم قد لا تأتي بنتيجة حاسمة مباشرة، كما تقول داليا شيندلين المحللة السياسية البارزة لاستطلاعات الرأي.
وأوضحت أن «السؤال هو هل سيكون هناك نوع من النتائج الحاسمة التي تعطي لأحد الأطراف، سواء الأحزاب الموالية لنتنياهو أو الأحزاب، التي تحاول تشكيل ائتلاف مناهض لنتنياهو، تقدماً واضحاً كافياً».
وأشارت شيندلين إلى أنه «في الوقت الحالي لا يبدو أن أياً من الجانبين لديه أصوات كافية للتوصل إلى نتائج حاسمة».
ولفتت المحللة إلى حقيقة أن «السياسة الإسرائيلية خلال معظم هذا القرن شكلت انجراف الناخبين الإسرائيليين إلى اليمين».
وأكدت أنه «أياً كان من سيصبح رئيساً للوزراء، فمن المرجح أن تتبنى البلاد اتجاهاً يمينياً».
ومع توقع فوز الأحزاب اليمينية بنحو 80 مقعداً، هناك شركاء متعددون أمام نتنياهو لتشكيل حكومة معهم.
وانشق عن حزب الليكود القيادي البارز جدعون ساعر، وشكل حزب «تكفا حداشاه» (الأمل الجديد) العام الماضي، لتحدي رئيس الوزراء. كما شنّ وزير الدفاع السابق القومي الديني نفتالي بينيت حملة ضد رئيس الوزراء للاطاحة به.
لكن، لم يستبعد بينيت، الذي خدم في حكومات نتنياهو السابقة، الانضمام إليه مرة أخرى لتفادي انتخابات خامسة.
وبالتالي بات ينظر إلى نفتالي بينيت، الذي يتزعم حزب «يمينا» على أنه في مكانة «صانع الملوك».
والمنافس الرئيس لرئيس الوزراء هو مذيع التلفزيون السابق الوسطي يائير لابيد، لكن آفاقه تتضاءل بسبب الانقسام في المعسكر المناهض لنتنياهو.
وقال لابيد رئيس حزب «يش عتيد»: إنه لن يصر على أن يكون رئيساً للوزراء في ائتلاف مناهض لنتنياهو، إذا كان ذلك يساعد على إطاحة رئيس الوزراء.
وفيما يحتمل أن يحتل حزبه المرتبة الثانية بعد «الليكود»، ليس هناك من سبيل واضح أمام يائير لابيد للوصول إلى السلطة من دون اليمينيين بينيت وساعر.
وبالنظر إلى حالة اليسار الإسرائيلي المهمش، ظهر بينيت على القناة 20 الإسرائيلية يوم الأحد الماضي، ووقع على تعهد بأنه «لن يسمح ليائير لابيد بأن يكون رئيساً للوزراء».
وتهدف الخطوة إلى طمأنة أنصاره، كما سلطت الضوء على الانقسامات في المعسكر المناهض لنتنياهو.
وإذا لم يتمكن نتنياهو من الحصول على 61 مقعداً، ولم يتمكن المعارضون من إيجاد أرضية مشتركة، فمن الممكن إجراء انتخابات ستكون الخامسة في غضون ثلاث سنوات.
وقال المحلل السياسي جدعون رهط: إنه احتمال من شأنه أن يبقي نتنياهو في السلطة رئيساً للوزراء في الوقت الحالي، وهذا يناسبه.