سمر إبراهيم (القاهرة)
اعتبر وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني خالد عمر يوسف، أن الوضع في السودان حالياً مُعقد للغاية في ظل المرحلة الانتقالية، ولا يمكن توقع المستقبل، لكنه أكد أن هناك إرادة شعبية قوية لهزيمة جميع السيناريوهات الخطيرة والعبور بالمرحلة الانتقالية بكل تعقيداتها.
وبشأن استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة وجيش تحرير السودان محمد عبدالواحد نور، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء، أنه عقب تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في السودان ووضع خططها، فإن أبرز أولوياتها هي استكمال ملف السلام، مشدداً على أنه سيتم استئناف المفاوضات مع الحركتين المسلحتين قريباً. وأوضح أن هناك إرادة سياسية لتجاوز القضايا التي شكلت عقبات في الماضي.
ولفت الوزير إلى أن علاقة «الدين بالدولة» كانت بالفعل من القضايا التي تتسبب في اندلاع الحروب في السودان، وتحتاج إلى معالجة شجاعة، مؤكداً أن ثورة ديسمبر المجيدة عالجت جزءاً كبيراً من تلك القضية وتطرقت لها بصورة شجاعة.
وأضاف: «الإسلام السياسي أضر بالسودان، ودمر الدولة، ولن نسمح له بالعودة مرة أخرى للتأثير على مستقبل البلاد، بعد أن أضاع جزءاً من ماضيها»، ومن ثم، أعتقد أننا قد بدأنا اتخاذ قرارات مهمة بشأن علاقة الدين والدولة، لمصلحة إنهاء الحرب في البلاد، وإقرار سلام مستدام بها.
وأوضح يوسف أن توافر الموارد أو التمويل يُعتبر أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق «سلام جوبا»، لاسيما أن الاتفاق يحتاج إلى موارد ضخمة لتنفيذه على الأرض، ويأتي ذلك في ظل أزمات اقتصادية عديدة يمر بها السودان، مشيراً إلى أن الحكومة اجتهدت لتخصيص موارد محلية من الدولة من أجل تنفيذ الاتفاق، لكن نحتاج أيضاً إلى دعم إقليمي ودولي بأشكال مختلفة من أجل التنفيذ وتوفير الموارد اللازمة له. وعن ملف العلاقات مع إسرائيل، قال يوسف: إنه تم اتخاذ خطوات بشأن العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، وتلك الخطوات ستمضي قدماً وفقاً لدراسات دقيقية تصب في مصلحة الشعب السوداني، ويتم إجازتها عبر المؤسسات، مشيراً إلى أن أي خطوة أخرى إلى الأمام بالتأكيد سيتم اتخاذها عبر مؤسسات الدولة.