دينا محمود (لندن)

في وقت دخل فيه لبنان شهره الثامن من دون حكومة فاعلة، وعاد المحتجون إلى شوارع المدن الكبرى فيه جراء الهبوط القياسي في قيمة عملته المحلية، تتعالى التحذيرات الغربية من أن أي انهيار لهذا البلد، سيفتح الباب أمام إيران لبسط سيطرتها عليه، من خلال ميليشيات «حزب الله» الإرهابية التابعة لها.
فالحزب الذي يدين بالولاء لطهران منذ ظهوره على الساحة قبل نحو 4 عقود، عكف طيلة السنوات الماضية، على بناء دولة داخل الدولة في لبنان، بما شمل إقامة أنظمة سياسية واقتصادية ومالية وتعليمية وصحية بديلة، تسمح له بتوفير الخدمات الضرورية، للشرائح المجتمعية، التي يزعم على الدوام أنه يمثلها.
وتفيد تقديرات أوردها موقع «جويش نيوز سينديكات» الأميركي، بأن ميزانية هذه الأنظمة البديلة، والتي تشمل مؤسسات مالية ومراكز رعاية صحية واجتماعية ومؤسسات تعليمية، تبلغ نحو مليار دولار سنوياً، يتلقاها «حزب الله» بانتظام من النظام الحاكم في طهران، رغم العقوبات الغربية المفروضة عليه.
وفي ضوء الشلل السياسي الحالي في بيروت مع تعثر جهود تشكيل حكومة جديدة، والانهيار الاقتصادي المتسارع على الساحة الداخلية اللبنانية جراء فقدان الليرة 90% من قيمتها منذ أكتوبر 2019، أصبح لبنان كما يقول الموقع الأميركي على وشك التحول «من دولة فاشلة، إلى دولة حزب الله».
وستكون هذه الدولة مدعومة من إيران، وتابعة لها في نهاية المطاف، خاصة في ظل إحكام نظام طهران قبضته على «حزب الله» بشكل أكبر، منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 10 سنوات، وهو ما أجبر زعيم الحزب حسن نصر الله، على إرسال أكثر من 8 آلاف من مسلحيه إلى سوريا، عاد أكثر من ألفيْن منهم إلى ديارهم في نعوش، وأصيب ضعف هذا العدد في المعارك.
وأكد الموقع في تقرير، أنه على الرغم من أن ميليشيات «حزب الله» تحجم حتى الآن عن السيطرة بشكل مباشر على الحكم، فإن تسارع انهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في أراضيه، قد يفضي إلى حدوث «سيناريو متطرف» من شأنه «سقوط الدولة اللبنانية كالثمرة الناضجة، في يد «حزب الله»، ما يفسح المجال أمام إيران لإنجاز هدفها المتمثل في فرض الهيمنة الكاملة على لبنان.
وتتزامن هذه التحذيرات، مع تأكيدات مسؤولين في الأمم المتحدة، على أن تفاقم الاستقطاب الحالي في لبنان، يزيد تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور من الأصل هناك.