حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

جرت أمس، مراسم تسليم وتسلم السلطة من حكومة «الوفاق» إلى حكومة الوحدة الوطنية، في العاصمة الليبية طرابلس. وحضر المراسم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.
وشدد رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة على أن حكومته عازمة على الإصلاحات واستكمال ما بدأته في هذه المرحلة الصعبة من حياة الليبيين. وتوجه الدبيبة في كلمة له خلال مراسم تسلم حكومته السلطة من حكومة الوفاق بالشكر على ما قدمه فايز السراج، مشيراً إلى أنه سيعمل على إنجاز المصالحة الوطنية بين الليبيين. 
بدوره، أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن عمل السلطة التنفيذية الجديدة سيكون التجهيز للانتخابات المقبلة في ديسمبر، واصفاً تسلم السلطة من حكومة الوفاق بـ«المشهد التاريخي لليبيين في ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة»، مضيفاً «سنسلم السلطة في موعدها كما وعدنا الليبيين».
وتمنى السراج في كلمة ألقاها خلال المراسم، التوفيق للحكومة الجديدة. 
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي لـ«الاتحاد» إن الأطراف الليبية قدمت تنازلات كبيرة حرصاً على إنجاح التسوية السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، مشيراً إلى أن تسلم السلطة التنفيذية الجديدة السلطة يؤكد وجود تنازلات لإنجاح التسوية.
إلى ذلك، دعا وزير الداخلية الليبي السابق، فتحي باشاغا، جميع القطاعات الأمنية بوزارة الداخلية إلى التعاون مع وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية خالد مازن لمواصلة جهود الوزارة في أداء عملها.
واعتذر وزير الداخلية السابق لليبيين عن أي تقصير طيلة تحمله مسؤولية الوزارة، مؤكداً أن تسليم السلطة للحكومة الجديدة يعد شكلاً حضارياً يجسد الوجه الذي يليق بتضحيات الليبيين.
وفي سرت، اتفقت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» على حصر المرتزقة الأجانب وجنسياتهم وأماكن تواجدهم تمهيداً لإخراجهم من البلاد.
وأكدت اللجنة العسكرية الليبية في البيان الختامي للاجتماعات قرب الانتهاء من كافة المتطلبات اللازمة لفتح الطريق الساحلي، موضحة أنها ستجتمع قريباً لتقييم الجاهزية لفتح الطريق في مدة أقصاها أسبوعان، بعد التأكد من إنجاز كافة الجوانب المطلوبة.
وكرّرت اللجنة العسكرية الليبية مطالبتها لمجلس الأمن والدول المعنية بمتابعة مخرجات مؤتمر برلين، بإلزام الدول المسؤولة عن المرتزقة بسحبهم فورًا من ليبيا، مشيرة إلى أنها استكملت نقاشاتها مع الفريق الأممي، حول مُحدّدات عمل المراقبين على الأراضي الليبية.
وأكد المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي اهتمام رئيس حكومة الوحدة الوطنية بعمل اللجنة العسكرية الليبية وهو ما دفعه لحضور جانب من اجتماعاتها بعد الانتهاء من أداء القسم القانونية أمام مجلس النواب، لافتاً إلى وجود حرص على فتح الطريق الساحلي وتبادل الأسرى قبيل شهر رمضان، مؤكداً أن الدبيبة يريد أن يقدم صورة جيدة لحكومة الوحدة الوطنية وقدرتها علي إدارة الملفات المهمة وعلى رأسها ملف وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب الليبي.
وأوضح المهداوي أن النجاح في فتح الطريق الساحلي يمثل بادرة حسن النية بين الأطراف الليبية المتصارعة ويثبت رغبة جميع الأطراف في سحب القوات المقاتلة وإخراج المرتزقة وإنهاء المظاهر المسلحة في تلك المنطقة، فضلاً عن تخفيف معاناة الليبيين وسهولة نقل البضائع في ظل المعاناة المعيشية الراهنة.
إلى ذلك، يبحث قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر مع المسؤولين المصريين تطورات الأوضاع العسكرية في ليبيا وملف إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد خلال الفترة المقبلة، وذلك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية ليبية مسؤولة لـ«الاتحاد».
وأشارت المصادر الليبية إلى أن قائد الجيش الليبي وصل أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة، موضحةً أن ملف فتح الطريق الساحلي وإخراج المرتزقة الأجانب من أبرز الملفات التي سيناقشها حفتر خلال لقائه مع مسؤولي اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي.