جنيف (رويترز) 

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إن شباب سوريا تكبدوا خسائر شخصية فادحة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات، ولا يزال يقع على عاتقهم مهمة إعادة بناء وطنهم الممزق. وأوضح المدير الإقليمي للشرق الأوسط فابريزيو كاربوني في تعليق على مسح جديد للجنة شمل 1400 سوري يعيشون في سوريا ولبنان وألمانيا حول الثمن الذي دفعه شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً خلال الحرب التي أزهقت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين وألحقت الدمار والخراب بالمدارس والمستشفيات «إن إحدى النتائج الصادمة للمسح أننا اكتشفنا أن 50 في المئة من السوريين فقدوا إما أصدقاء أو أحد أفراد عائلاتهم.. واحد من بين كل ستة سوريين فقد أحد والديه أو تعرض أحدهما لإصابة». وأضاف في تصريحات لـ«رويترز» أن «إعادة بناء البلد ستقع على عاتقهم وهذا أمر غير عادل تماماً».
وأظهر التقرير الذي جاء قبل أيام من الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011، أن ما يقرب من نصف الشباب السوري فقدوا دخلهم بسبب الصراع، وقال نحو ثمانية من كل عشرة إنهم يواجهون صعوبات من أجل توفير الطعام والضروريات الأخرى.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «تعرضت النساء على وجه الخصوص لضربة اقتصادية شديدة، حيث أفاد نحو 30 في المئة في سوريا بعدم وجود دخل على الإطلاق لإعانة أسرهن». ونشرت اللجنة مقطعاً مصوراً مع المسح تظهر فيه امرأة تدعى منى شوات (33 عاماً)، وهي تستخدم عكازين للسير على قدم واحدة أمام أبنية مدمرة في شوارع يتناثر فيها الحطام بمدينة حلب، وذلك قبل حصولها على ساق صناعية في أحد مراكز إعادة التأهيل.
واضطر الأطباء لبتر ساق المرأة اليسرى منذ سنوات بعد تعرضها لانفجار عبوة ناسفة أثناء عودتها إلى المنزل. وتتذكر منى التي تعيش مع طفليها في حلب بحنين مرحلة شبابها قبل اندلاع الحرب. وتقول «كان لدينا كل شيء.. الغاز والسولار والخدمات. الآن نشعر بالبرد والجوع ويتعين علينا انتظار الغاز لننعم بالدفء. أحياناً نضطر لإشعال نار للطهي». وأضافت في إشارة إلى انزعاج طفليها بشأن ساقها المفقودة: «حتى يومنا هذا يشرعون في البكاء في كل مرة يرد ذكر هذا الموضوع.. أحاول تهدئتهم».