بغداد (وكالات) 

في باحة كاتدرائية مار يوسف للكلدان، انتظرت جموع من المصلين المسيحيين الذين تضاءلت أعدادهم على مرّ السنوات في بغداد، بصمت مهيب رجلاً لم يحلموا قطّ برؤيته.
هناك أقام البابا للمرّة الأولى قداساً بالطقس الكلداني، فاق عدد المشاركات به من النساء الرجال، ارتدت بعضهن غطاءًَ أنيقاً أسود أو أبيض فوق رؤوسهن، احتراماً لبابا الكنيسة الكاثوليكية.
وفي الباحة، وانتظاراً لأول قدّاس يحييه حبر أعظم في العراق، جلس الحضور على مقاعد خشبية مزينة بأزهار زاهية، حاملين بأيديهم مسابح أو كتب صلاة صغيرة، فيما فصلتهم دقائق قليلة للقاء البابا فرنسيس.
فجأة، انكسر الهدوء الذي كان يخيم على الأجواء، وارتفعت مئات الأيادي بشكل عفوي إلى السماء. وصل البابا بملابسه البيضاء إلى الباحة الخارجية للكاتدرائية، وبدت على وجهه السعادة لكونه تمكّن أخيراً من أن يكون قريباً من مؤمنين انتظروه بفارغ الصبر.

وبالزغاريد وتراتيل الطقس الشرقي التي تليت باللغة العربية، استقبل المصلون، بعد طول انتظار، البابا أخيراً.
فيما عبر الحبر الأعظم الرواق المؤدي إلى الكنيسة، لم يتوانَ الحضور مراراً وتكراراً عن رفع هواتفهم لسرقة صورة ذاتية معه، بل نزعوا كماماتهم عدة مرات لتظهر ابتسامات فرحةً لم يتمكنوا من احتوائها في ظلّ هذه المناسبة التاريخية.
بدت الحماسة واضحةً أيضاً على وجوه الشباب من الحضور، رغم أن عددهم كان قليلاً.
واستعدت جوقة أطفال لاستقبال البابا بالتراتيل. من بينهم فتاة صغيرة وضعت على رأسها قبعة كبيرة الحجم وعليها صورة البابا، قالت وقد بدا عليها الحماس «تدربنا لثلاثة أيام كاملة» استعداداً لاستقبال الضيف الاستثنائي.
وتوجّه البابا إلى الحضور بكلمة عن التواضع والمحبّة أججت مشاعر نبيل يعقوب البالغ من العمر 46 عاماً، والذي يقطن في بغداد منذ زمن طويل. وقال الرجل «لقد نجوت من كل شيء، من الطائفية، من العنف، من التفجيرات في بغداد»، فيما جلس في الصف الأول في باحة الكنيسة حيث شاهد القداس عبر شاشة.