القاهرة (الاتحاد)
حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من انفلات السلوك الإيراني العدواني في المنطقة العربية على أكثر من جبهة وبصور متعددة، مؤكداً أن المنطقة العربية والشعوب العربية ليست ورقة تفاوض، وأنه ليس سليماً ولا منطقياً أن يُعالج اتفاقٌ بعض جوانب «المسألة الإيرانية»، مثل المشروع النووي، ويُغفل بعضها الآخر، مثل الدور الإيراني في المنطقة أو تطور برنامجها الصاروخي المقلق.
وأكد أبو الغيط خلال كلمته في الدورة العادية 155 للمجلس الوزاري العربي، والتي عقدت أمس، بمقر الجامعة بالقاهرة، أن فلسطين تقع في القلب من الأولويات العربية، وسيظل الإجماع العربي في شأن فلسطين وقضيتها شاملاً وكاملاً، وهو إجماعٌ حول الحق الفلسطيني الذي لا يقبل المساومة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أنه في اليمن هناك حملة حوثية ممنهجة للتصعيد في جبهة مأرب منذ 7 فبراير الماضي بهدف السيطرة على المدينة ونهب مواردها الطبيعية، وقد تسبب التصعيد العسكري في فرار عشرات الآلاف من المحافظة التي كانت ملاذاً آمناً لأكثر من مليون لاجئ يمني، محذراً من أن التصعيد الحوثي يستجيب لإشارات ورغبات إيرانية، ويأتي تنفيذاً لاستراتيجية متهورة تستخدم اليمن كورقة تفاوض.
وأضاف «إن الحوثيين ومن يدعمونهم يتحملون المسؤولية عن وقوع اليمن ضحية للأزمة الإنسانية الأخطر في العالم الآن، وهم يوجهون صواريخهم وطائراتهم المسيّرة للأراضي السعودية في هجماتٍ إرهابية ندينها جميعاً»، مؤكداً حق المملكة الأصيل في الدفاع عن نفسها، وأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإحلال السلام في اليمن.
وفي سوريا، أكد أبو الغيط أن هناك حاجة ماسة لخلق مسار فعّال وذي مصداقية للحل السياسي، مؤكداً أن بقاء الأزمة في وضع التجميد ليس خياراً، وعلى الجميع بمن في ذلك الحكومة السورية والمعارضة المدنية، تحمل مسؤولياتهم نحو الوصول لحل سياسي ذي مصداقية يلبي تطلعات مواطني سوريا ويحفظ للبلد وحدته واستقلاله وسيادته وعروبته.
وفي سياق أخر، أعلن أبو الغيط، أن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم أبلغه استعداد الجزائر ورغبتها في تحمل مسؤوليتها لاستضافة القمة العربية المقبلة، مشيراً إلى أن التجهيزات الخاصة بالقمة قد تم الانتهاء منها ولكن المشكلة في إغلاقات جائحة كورونا. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن الرحمن: إن الوزير الجزائري تحدث عن توقيت ليس بعيداً لعقد القمة، مشيراً إلى أن الوزير كان مقرراً أن يحضر الاجتماع الوزاري ولكن الإغلاق في الجزائر منع حضوره. وأضاف أن الجائحة تعقد الموقف فيما يتعلق بعقد القمة العربية لكن كل التجهيزات والاستعدادات جاهزة، وننتظر الموعد الذي سوف يطرحه الجانب الجزائري على الأمانة العامة للجامعة العربية، التي ستنقله للدول العربية الأعضاء، معرباً عن أمله أن يكون خلال شهور قليلة.