أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف (القاهرة)

قال خبراء ومحللون أتراك إن حملة الاعتقالات التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي طالت الكثير من معارضيه، وكذلك عناصر فاعلة في الشأن السياسي والثقافي والعسكري لن تتوقف لحين انتهاء الانتخابات التركية، وذلك لمخاوف الرئيس التركي مما قد يحدث.
وأضاف الخبراء لـ«الاتحاد» أن أردوغان يعلم أن سجونه ممتلئة بالمعارضين لسياسته بتهم ملفقة، خاصة بعد مطالبات أوروبية وأميركية بإطلاق سراحهم، لافتين إلى أنه متخوف من الانتخابات في ظل شعبيته المتناقصة بشدة ومحاولاته تغيير النظام السياسي للدولة التركية.

تفريغ الساحة لأردوغان
وقال علي أونال المحلل السياسي التركي، إن الاعتقالات في تركيا من المتوقع استمرارها، خلال الفترة المقبلة واشتدادها من قبل النظام التركي لتفريغ الساحة السياسية لصالح رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن هذا الأمر مرتبط بالانتخابات النيابية والرئاسية حيث لا يريد أردوغان تكرار حادث الانتخابات المحلية، والتي خسر فيها عدة مراكز انتخابية هامة مثل ولاية إسطنبول على سبيل المثال كواحدة من أهم المراكز الانتخابية.
وأضاف أونال لـ«الاتحاد» أنه يجب وجود إدانات دولية لهذه الاعتقالات التي نالت حتى من صفوف طلاب الجامعات لاعتراضهم على القرارات التعسفية التي أصدرتها إدارة أردوغان، مشيراً إلى أن هذه الاعتقالات من المتوقع أن تولد حالة غضب شعبي متزايد قد يؤدي إلى تصويت عقابي في الانتخابات المقبلة والتي يعمل رجب أردوغان بكل الطرق لتسهيلها، سواء من خلال الاعتقالات أو طرح الدستور للاستفتاء العام للتعديل في بعض بنوده. ولم يخسر أردوغان أياً من الانتخابات التي خاضها منذ 16 عاماً، لكن المشهد اليوم تغير بحسب الكثير من المراقبين، فتردي الأوضاع الاقتصادية قد يكلف «التحالف الجمهوري» غالبيته البرلمانية، بل لا يستبعد مراقبون خسارته في الانتخابات.
وإثر سلسلة اعتداءات واضطرابات سياسية سببها الانقلاب الفاشل وما تلا ذلك من إعلان حالة الطوارئ، تدنت قيمة الليرة التركية إلى مستويات قياسية، بلغت 30%، وكلها معطيات ساهمت في تراجع ثقة المستثمرين في الأسواق التركية.

موجة كبيرة من المعارضة
إلى ذلك، أشار جودت كمال المحلل السياسي التركي، إلى أن أردوغان يواجه الآن موجة كبيرة من المعارضة التي تحاول محاصرته في الانتخابات على الرغم من كل المخططات التي ينوى تنفيذها، لافتاً إلى أن تنكيله بكل المعارضين وفصله للقضاة والعسكريين جعل الانطباعات حوله لدى الشعب نفسه بعدم القبول السياسي. وأضاف كمال لـ«الاتحاد» أن حملات الاعتقالات المستمرة تشير إلى أنه لن يتخلى عنها إلا إذا انتهى من الانتخابات، مشيراً إلى أن أردوغان يشوه معارضيه ويهددهم بالأحكام القضائية، وهو ما ظهر جلياً في تعديله للدستور.
وتقود السلطات التركية حملة اعتقالات شملت 40 مدينة في البلاد ولا تزال مستمرة، وصلت خلال الأيام الماضية لـ718 شخصاً بينهم قياديون في حزب «الشعوب الديموقراطي» الداعم للأكراد.