حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
طلب مجلس الأمن الدولي، أمس، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس نشر مراقبين للإشراف على وقف إطلاق النار في ليبيا، حسبما جاء في رسالة جرى التفاوض بشأنها لأكثر من أسبوع، ويأتي ذلك عشية اختيار أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، سلطة تنفيذية جديدة لإدارة شؤون البلاد والترتيب لانتخابات عامة نهاية العام الجاري.
وأوضحت رسالة مجلس الأمن لجوتيريس: «في وقت يدرس أعضاء المجلس توصيتكم لتعديل تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يطلب الأعضاء منكم أن تشكلوا وتنشروا على وجه السرعة طليعة» من مراقبي وقف إطلاق النار.
ومن جانبها، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان لها، تسلمها قوائم المرشحين لعضوية السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، موضحة أن ملتقى الحوار السياسي سيستأنف أعماله الجمعة لاختيار السلطة التنفيذية الجديدة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن المرحلة الثانية من آلية الاختيار المتفق عليها تؤكد ضرورة التصويت على القوائم التي يتألف كل منها من ثلاثة مرشحين للمجلس الرئاسي ومرشح لرئاسة الوزراء، بعد أن تستوفي شروط التزكية المنصوص عليها في آلية الاختيار.
وقبل ساعات من تقديم القوائم، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة الإخواني خالد المشري، مساء أمس، انسحابه من المنافسة على عضوية المجلس الرئاسي الجديد، زاعماً أن انسحابه يهدف لإتاحة الفرصة لتوافق أكبر.
وعلمت «الاتحاد» أن انسحاب خالد المشري من الترشح لعضوية المجلس الرئاسي يأتي بإيعاز من داعمي جماعة الإخوان في ليبيا، بعد التوافق على الدفع بمرشح آخر عن المنطقة الغربية مقابل انسحاب المشري واستمرار رئاسته لمجلس الدولة.
وأشار مصدر في مجلس الدولة إلى أن جماعة «الإخوان» الإرهابية تسعى للتواجد بشكل مؤثر في السلطة التنفيذية الجديدة والكيانات التشريعية الأخرى في ليبيا، موضحاً أن المشري يحشد لاستمرار رئاسته للمجلس الأعلى للدولة في انتخابات رئاسة المجلس المقرر لها في أبريل المقبل. ولفت المصدر إلى وجود كتلة ترفض رئاسة المشري وجماعة «الإخوان» الإرهابية لرئاسة مجلس الدولة يقودها عضو المجلس ناجي مختار، والذي تمكن من حشد عدد كبير من الأعضاء الرافضين لسيطرة تيار خالد المشري على مجلس الدولة.
إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» ركز على مناقشة فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت بحضور خبراء لإزالة الألغام تابعين لطرفي اللجنة والأمم المتحدة، إضافة إلى استكمال المتطلبات الخاصة بفريق المراقبين الأمميين لوقف إطلاق النار.
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بانعقاد الجولة السابعة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، مشيرة إلى أن المباحثات ناقشت تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر الماضي في جنيف.
ولفتت البعثة إلى أن الاجتماع تمحور حول الإسراع في فتح الطريق الساحلي بغية تمكين المرور الآمن للمواطنين والبضائع والمساعدات الإنسانية، بناءً على التقدم المحرز في الجولات السابقة من محادثات اللجنة. ويأتي هذا الاجتماع بعد انقضاء مهلة الـ90 يوماً لسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا المنتهية في 23 يناير الماضي، والتي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي وقع عليه ممثلو القيادة العامة وحكومة الوفاق الوطني في جنيف.
وبالتزامن مع عقد اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها قدمت تدريبات حول سبل الدفاع عن السفن لأفراد من ميليشيات تابعة لحكومة «الوفاق».
وفي القاهرة، بحث رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح مع مسؤولي اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي مسارات الحل السياسي والعسكري في البلاد، وآلية إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية خلال الفترة المقبلة.
وكشف مصدر برلماني ليبي لـ«الاتحاد» عن فتح المرشح لرئاسة المجلس الرئاسي عقيلة صالح لاتصالات مع وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا للانخراط في قائمة واحدة، مشيرة إلى وجود توافق بين الرجلين على أن يتم الدفع بمرشح الجنوب عبدالمجيد سيف النصر واللواء أسامة جويلي ضمن القائمة التي تعتبر الأوفر حظاً.