حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة) 

كشفت مصادر دبلوماسية ليبية عن ضغوط تمارسها الولايات المتحدة لإنجاح اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» والمقرر عقدها اليوم لبحث قضية إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب.
وأكدت المصادر لـ«الاتحاد» وجود تحركات واتصالات تقودها واشنطن مع الأطراف الليبية كافة لتفعيل ما توصلت إليه اللجنة العسكرية المشتركة، مشيرة لوجود رغبة جامحة لدى الجانب الأميركي لإنجاح المسارات التي تقودها البعثة الأممية لحل الأزمة.
وفي سياق متصل، قالت السفارة الأميركية في طرابلس، إن وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش قد أكد في اتصال هاتفي مع السفير ريتشارد نورلاند والملحق العسكري الأميركي أنه تم إحراز تقدم في إعادة فتح الطريق الساحلي الذي دعت إليه اللجنة العسكرية المشتركة، كذلك في ما يخص تجنب إغلاق الصادرات من بعض الموانئ النفطية نتيجة للقضايا المتعلقة برواتب حرس المنشآت النفطية. 
وتعقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة اجتماعاً اليوم الخميس لبحث تفعيل ما تم الاتفاق عليه في جنيف شهر أكتوبر الماضي، وخاصة إخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب.
وأكد عضو حكومة «الوفاق» باللجنة العسكرية الليبية المشتركة مختار النقاصة، أن اللجنة ستجتمع اليوم في مدينة سرت لمناقشة مسألة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وحل المعوقات التي تحول دون فتح الطريق الساحلي، ووجود المراقبين الدوليين.
وكان اللواء فرج الصوصاع عضو اللجنة العسكرية التابعة للجيش الليبي قد أكد في تصريحات سابقة له، أن اجتماع سرت سيناقش فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، لافتاً لتوصل اللجنة لاتفاق حول تمكين القوة الأمنية المشتركة المشكلة، بعد محادثات الغردقة من الانتشار على الطريق الساحلي.
بدوره، أكد عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، أن المؤسسة العسكرية الليبية جادة في كل اللقاءات التي عقدتها في الغردقة، مروراً بجنيف وبعدها غدامس، مشككاً في نوايا بعثة الأمم المتحدة بسبب انحرافها وعدم جديتها في تفعيل ما تم الاتفاق عليه، وخاصة خروج المرتزقة وفتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب.
واتهم السعيدي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، البعثة الأممية في ليبيا بوضع عراقيل لإطالة الأزمة كي تظهر للعالم أن أبناء الشعب الليبي غير جادين في التوصل لحلول، معرباً عن أمله في أن يتم التوصل لنتائج إيجابية في الاجتماع الذي سيعقد في سرت.
ولفت إلى أن تفعيل ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية سيكون له دور كبير في التوصل لاتفاق شامل سياسياً، مضيفاً: «الأمور لا تزال ضبابية، ولن تكون هناك أي إنجازات إيجابية في ظل تخاذل البعثة الأممية، لست متفائلا حول إمكانية تحقيق إنجاز في المسار العسكري».
وأكد المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أن أبرز الملفات المطروحة للنقاش في اجتماعات اللجنة العسكرية في سرت ملف خروج المرتزقة والقوات الأجنبية خاصة بعد انقضاء مهلة الـ 3 أشهر دون تفعيل هذا البند، مشيراً إلى أن الاجتماع سيناقش آلية خروج المرتزقة والجهة التي ستشرف علي ذلك.
وأشار المهدوي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن الشعب الليبي يطالب اللجنة العسكرية بوقف الاقتتال بين الأطراف، والتأكيد على خروج كافة المرتزقة، وإنهاء التدخل الأجنبي، وفتح الطريق الساحلي لتسهيل عملية التنقل بين الشرق والغرب.
ومن المقرر أن يقدم المرشحون القوائم التي تم تشكيلها إلى لجنة الحوار السياسي للتصويت عليها خلال الساعات المقبلة.
بدوره، قال المرشح لرئاسة الحكومة ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، إنه اتبع سياسة تحجيم الميليشيات المسلحة وليس إنهاءها لأنها كانت سياسة الحكومة الحالية، مشيراً لامتلاكه رؤية لكيفية دمج الكتائب المسلحة.