شادي صلاح الدين (لندن)

لم يعد ضلوع النظام التركي في الحرب في ليبيا مقتصراً على إرسال المرتزقة ودعم الميليشيات، أو تحقيق أهداف أيديولوجية واقتصادية، وأرباح للشركات التابعة لنظام رجب طيب أردوغان فحسب، بل امتد الأمر إلى إرسال الفاسدين في الحكومة والمقربين من الرئيس التركي، للتوغل اقتصادياً في ليبيا، ولتحقيق أرباح شخصية. 
وبحسب تقرير لموقع «نورديك مونيتور»، المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، فإن المبعوث الرئاسي التركي الخاص إلى ليبيا، (أمر الله إيشلر)، يستغل مهمته الرسمية ومنصبه في الترويج لأعمال تجارية عائلية خاصة بشقيقه، أثناء مشاركته في عمليات سرية في البلاد.
ونقل الموقع عن مصدر حكومي مطلع على تعاملات المبعوث في ليبيا، أن شقيق إشلر، ويدعى أحمد سامي إيشلر، لديه تعاملات تجارية في مختلف القطاعات. ويعمل تحت غطاء سياسي يوفره شقيقه أمر الله.
وقال المصدر المطلع: «استخدم (أمر الله) نفوذه السياسي لتنشيط أعمال شقيقه في ليبيا»، مضيفاً: «إنه تم إرسال (أمر الله) في مهمة سرية إلى ليبيا بعد أن أنهى أردوغان رحلته الرسمية هناك في عام 2010».
وما يزال «أمر الله» يحمل لقب المبعوث الخاص إلى ليبيا ويواصل حضور جلسات البرلمان التركي بصفته نائباً. وشغل الرجل منصب نائب رئيس وزراء تركيا بين 25 ديسمبر 2013 و29 أغسطس 2014، وعُين الممثل الخاص لأردوغان في ليبيا في عام 2014. ومنذ ذلك الحين، يزور ليبيا بانتظام وينسق اتصالات أردوغان الرسمية والخاصة مع الميليشيات في البلاد، وفقاً للتقرير.
وساعد «أمر الله» شقيقاً آخر له في تأمين وظيفة في الحكومة. وفي 28 أكتوبر 2018، عيّن أردوغان الأخ الأكبر لـ«أمر الله»، «نور الله إيشلر»، نائباً لرئيس أرشيف الدولة الذي يعمل تحت مكتب الرئيس.