أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم) 

أدان السودان، أمس، اختراق طائرة عسكرية إثيوبية الأجواء والحدود السودانية، فيما وصفته وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي، بأنه «تصعيد خطير، وغير مبرر، ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة». 
وطالبت الخارجية الجانب الإثيوبي بألا تتكرر مثل هذه الأعمال العدائية مستقبلاً، نظراً لانعكاساتها الخطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وعلى الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
يأتي ذلك فيما تفقد الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، مع رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وكبار قادة الجيش السوداني القوات السودانية على الشريط الحدودي مع إثيوبيا، أمس، بعد مقتل 6 نساء وطفل على يد الميليشيات الإثيوبية في منطقة الفشقة الحدودية. 
وخاطب البرهان الجنود السودانيين على الحدود مع إثيوبيا، مشيداً بتقدم الجيش السوداني في أراضيه، وقدم العزاء لأسر الضحايا على يد الميليشيات الإثيوبية، وأعلن معاملتهم كشهداء، كما أعلن عن تقديم دعم مادي للأسر والقوات التي ترابط على الحدود. 
وفي هذه الأثناء، سقطت فيه مروحية عسكرية بمطار في محلية الشواك بولاية القضارف شرقي السودان، وقال شهود عيان: إن الطائرة من طراز «أباتشي» كانت في جولة استطلاعية، وسقطت أثناء الهبوط بعد إكمال مهمتها، حيث حدث لها عطل فني أدى لانحرافها، وانفجرت الطائرة بعد خروج طاقمها، بنحو دقيقتين.
وقالت مصادر عسكرية سودانية: «إن البرهان ورئيس هيئة الأركان، وعدداً من كبار قادة الجيش، وصلوا إلى الشريط الحدودي»، وأكدت المصادر أن زيارة رئيس هيئة الأركان، التي أتت في أعقاب الاعتداء الأخير من قبل الميليشيات الإثيوبية، تمتد حتى السبت المقبل.
وقال شهود عيان على جانبي الحدود لـ«الاتحاد» إن الوضع بين البلدين في غاية الاضطراب، وإن التصعيد الحالي خطير، وأنه قد ينزلق إلى حرب. 
وقالت المصادر العسكرية في وقت سابق: «إن الجيش السوداني بدأ تمشيط المنطقة، وملاحقة القوات الإثيوبية فور وقوع الهجوم على الفشقة»، موضحة أن التوقعات تشير إلى نذر مواجهات عسكرية بعد مناورات برية للجيشين السوداني والإثيوبي قرب الحدود، فضلاً عن تنفيذ الطيران الحربي الإثيوبي طلعات جوية الأولى من نوعها في المناطق الحدودية بإقليم أمهرا المجاور لمنطقة القلابات السودانية.
وأعاد الجيش السوداني، منذ نوفمبر الماضي انتشاره، في منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى، وقال لاحقاً: «إنه استرد هذه الأراضي من مزارعين إثيوبيين كانوا يزرعونها تحت حماية ميليشيات إثيوبية منذ عام 1995».
ومن جانبها، دعت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي لإدانة الأعمال الإجرامية للميليشيات الإثيوبية التي تستهدف المدنيين.
فيما قالت مفوضية الحدود السودانية: «إن إثيوبيا لم تلتزم بأغلب التزاماتها تجاه السودان، واعتدت على آلاف المزارعين».
ومن جانبهم، اتهم مسؤولون إثيوبيون الجيش السوداني بالتوغل داخل الأراضي الإثيوبية وتدمير ممتلكات.