هدى جاسم ووكالات (بغداد) 

أعلن الجيش العراقي، أمس، مقتل شرطي، في ما أفاد شهود أن قوات الأمن أطلقت النار خلال تفريق محتجين في الناصرية، معقل حركة الاحتجاج ضد السلطة، وهو ما أدى إلى إصابة 45 متظاهراً.
وأوضح ناطق باسم لجنة تنسيق حركة الاحتجاج، أنه بعد مقتل الشرطي وإصابة المتظاهرين، أمس، أفرجت السلطات عن 13 متظاهراً، مشيراً إلى وعود بالإفراج عن مزيد من الموقوفين في اليوم التالي.
ومن جانبها، أكدت مصادر طبية في المدينة، الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد، والتي تشهد تظاهرات مجدداً وصدامات منذ ثلاثة أيام، أن الشرطي الذي قتل «أصيب برصاصة في الرأس».
وأفاد الجيش العراقي بـ«استشهاد أحد عناصر الشرطة، وإصابة 33 آخرين من الشرطة أيضاً خلال الأحداث، التي وقعت أمس، في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار» من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأشارت المصادر الطبية من جانب آخر إلى سقوط جرحى من المتظاهرين.
وقال شهود: «إنه في مواجهة متظاهرين قام بعضهم برشق الحجارة، عمدت قوات الأمن إلى فتح النار لتفريق المتظاهرين، الذين عادوا مجدداً إلى ساحة الحبوبي، مركز تظاهرات أكتوبر، الحراك الاجتماعي غير المسبوق الذي أطلق في أكتوبر 2019، في مختلف أنحاء العراق».
وكانت خيم الاعتصام، التي نصبت آنذاك في الساحة، أزيلت في نهاية نوفمبر، حين قُتل ثمانية أشخاص في مواجهات بين متظاهرين مناهضين للسلطة وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وعاد المتظاهرون إلى ساحة الحبوبي، يوم الجمعة الماضي، مطالبين بالإفراج عن شخصيات مناهضة للسلطة تم توقيفها في الأسابيع الماضية.
وتظاهر العشرات من المواطنين في مدينة الديوانية تضامناً مع متظاهري الناصرية. وندد المشاركون في التظاهرة، التي أقيمت في ساحة الساعة وسط الديوانية، بالاعتقالات التي تطال المتظاهرين والناشطين في الناصرية. وأحرق عدد من المتظاهرين إطارات، فيما أغلقت القوات الأمنية عدداً من الشوارع المؤدية للساحة وعززت من وجودها.
وشهدت الطرق الرئيسة القريبة من مركز النجف انتشاراً أمنياً مكثفاً، وصدامات متفرقة بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية بالمحافظة.
ومنذ خفتت حركة الاحتجاج في 2020، مع انتشار وباء «كوفيد - 19»، وقمع أوقع حوالي 600 قتيل و30 ألف جريح، تواصلت عمليات خطف واغتيالات وتوقيفات بحق شخصيات من الحركة.
ويطالب المتظاهرون، إلى جانب إنهاء فساد الطبقة السياسية، بوظائف وخدمات عامة فيما يغرق العراق في أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها.

برهم صالح يؤكد أهمية الانتخابات المقبلة
أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، أن الانتخابات المقبلة تكتسب أهمية بالغة، بعد حراك شعبي ورأي عام واسع يُجمع على عدم استحالة استمرار الوضع الحالي، ويدعو للتغيير وتصحيح المسارات، مشدداً على ضرورة نزاهة العملية الانتخابية باعتبارها أولوية قصوى، تضمن حق الناخب في اختيار ممثليه، بعيداً عن التزوير والتأثيرات والضغوط، لتكون منطلقاً لعقد سياسي جديد يحقق طموحات المواطنين. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، في بيان أن الأخير «استقبل، عدداً من رواد الصحافة في العراق بحضور وزير الثقافة حسن ناظم، مشيداً بما قدّموه عبر مسيرة طويلة في مجال عملهم ودورهم في تقويم الأداء السياسي وتنوير المجتمع».