جنيف، عدن (وكالات) 

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث سيزور الرياض وعدن في الأيام القليلة المقبلة للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة الجديدة وكبار المسؤولين السعوديين لبحث التطورات في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي الأسبوع الماضي. وقالت مصادر، إن جريفيث يعتقد أن الأجواء الإيجابية المصاحبة لتشكيل حكومة الكفاءات السياسية المنبثقة عن اتفاق الرياض، وعودتها إلى عدن تمثل نقطة مهمة من شأنها المساعدة في بدء المشاورات السياسية الشاملة لمسودة الإعلان المشترك للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في اليمن، والاتفاق على تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف عملية السلام بين الأطراف.
وأوضح مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أن الهجوم الذي استهدف حكومة الكفاءات السياسية في مطار عدن يعد عملاً إرهابياً جباناً ومدبراً استهدف قتل أعضاء الحكومة وتقويض العملية السياسية برمتها والقضاء على فرص السلام وعلى آمال اليمنيين في رفع المعاناة الإنسانية جراء انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، وقال إن المؤشرات والأدلة الأولية المتوافرة تشير إلى مسؤولية الميليشيات على هذا العمل الإرهابي. 
وطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في الحفاظ على العملية السياسية وإرسال رسالة واضحة وصريحة للحوثيين بأن تلك الأفعال الإرهابية لا تعكس رغبتهم في الوصول إلى سلام مستدام في اليمن، مشدداً على ضرورة أن يقوم مجلس الأمن، ليس فقط بإدانة ذلك الفعل الإجرامي، بل والإشارة بوضوح إلى مرتكبي هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يتنافى مع كل القيم الإنسانية وانتهاك صارخ لقواعد القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان وإجهاض للعملية السياسية برمتها.
واطمأن وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، على صحة جرحى العمل الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي، وأكد حرص الحكومة على استكمال إجراءات نقل الجرحى للخارج لتلقي العلاج، وقال إن هذه الجريمة تندرج ضمن جرائم الحرب التي تضع مرتكبيها تحت طائلة الملاحقة والمحاكمة الدولية. ودعا، المجتمع الدولي إلى إعلان ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية ووضعها على لوائح الإرهاب تمهيداً لملاحقة قادتها وتقديمهم للمحاكمة. 
وكان رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك جدد خلال اجتماع مع قيادة المكتب التنفيذي بمحافظة عدن، التأكيد على أن الهجوم الإرهابي الذي تشير كل الدلائل والتحقيقات الأولية إلى مسؤولية ميليشيات الحوثي الانقلابية عن تنفيذه، والتماسك الذي أبداه الجميع والروح التي تم التعامل بها في الثبات تبعث على التفاؤل ومؤشر واضح أن الجميع بات يدرك أهمية توحيد الجهود لمواجهة الميليشيات العدو الحقيقي للوطن ومشروعها المدعوم إيرانياً، مشيراً إلى أن عدن أمام فرصة تاريخية للتعافي مع تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة وعودتها للعمل من داخل العاصمة المؤقتة ولا ينبغي التفريط فيها أو تضييعها.
وأشار وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلال اتصال مع سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون، إلى الهجوم الإرهابي الغادر على مطار عدن الدولي الذي تقف خلفه ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً واستهدف حكومة الكفاءات السياسية التي تحمل رسالة سلام يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الميليشيات تسعى لإطالة أمد الحرب غير آبهة بالتداعيات. وقال إن الهجوم الذي ستعمل الحكومة على معاقبة مرتكبيه لن يثنيها عن هدفها الأساسي في إنهاء الانقلاب وتحقيق السلام»، مؤكداً أن الحكومة ستظل شريكاً فاعلاً للمجتمع الدولي لتحقيق سلام مستدام ينهي معاناة اليمنيين وآلامهم.