هدى جاسم، وكالات (بغداد)
أكد الرئيس العراقي برهم صالح أمس، أن هناك حاجة لعقد سياسي جديد يمكّن العراقيين في بناء دولة بسيادة كاملة ويعالج الأخطاء المتراكمة التي أدت لتصدع منظومة الحكم القائم، وقال خلال مشاركته في تأبين أقامته هيئة «الحشد الشعبي»، إن ذلك لن يتحقق من دون الإصلاحات ومعالجة مكامن الخلل، من أجل تغيير واقع العراقيين، وتحقيق حياة كريمة تليق بهم.
ولفت إلى أن هناك من يريد أن ينشغل العراقيون بصراعات داخلية تستنزفهم وتضعف وتهدد كيانهم، فلا يمكن الاستمرار والبلد مستباح والدولة منتهكة ومخترقة، ولن تستقيم أوضاع البلاد من دون أن يكون شعبه سيد نفسه بعيداً عن أي وصاية أو تدخل خارجي«. وبين أن العراق يعيش ظروفا بالغة التعقيد والحساسية، في ظل تحديات إقليمية وأزمات اقتصادية تتطلب من الجميع النظر لها بروح المسؤولية الوطنية، وضبط النفس وعدم السماح لأحد بالتلاعب بمقدرات البلد».
وأضاف عشية الاحتفال اليوم بالعيد المئة لتاسيس الجيش في ساحة الاحتفالات وسط بغداد، أن العراق المستقل ذا السيادة الكاملة هو قرار وإرادة تلتزم بمرجعية الدولة والدستور، وهو ركن أساسي لمنظومة إقليمية قائمة على احترام حق الشعوب ونبذ الصراعات، ولا يمكن القبول بأن يكون البلد ساحة صراع الآخرين أو منطلقاً للعدوان على أحد. وأشار إلى أن أمام العراق تحديات جسيمة واستحقاقات مهمة، أبرزها الانتخابات المبكرة النزيهة بعيداً عن التزوير أو التلاعب بإرادة العراقيين في اختيار ممثليهم، والشروع في الإصلاحات، وتعزيز الأجهزة الأمنية، وضبط السلاح المنفلت«.
من جهته، وجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس جميع منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية بعدم التصريح في وسائل الإعلام الا بموافقته. وجاء في وثيقة صادرة عن سكرتير القائد العام للقوات المسلحة العراقية: «يمنع منعا باتا ظهور جميع منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية من إجراء المقابلات الإعلامية والتصريحات في وسائل الإعلام بشتى أنواعها عن معلومات ومواقف قد يمس بها الأمن الوطني العراقي، إلا بعد استحصال موافقة سيادته».
وأصدر الكاظمي أمراً بتجميد عمل مستشاره هشام داوود وفتح تحقيق معه، وفقا لمسؤول حكومي، إثر تصريحات أدلى بها حول قاسم سليماني الذي قتل في ضربة جوية أميركية في بغداد قبل سنة. وقال داوود في المقابلة:«كان سليماني يعتقد أنه ليس فقط منسقا مع العراق، بل ربما أنه مسؤول عن العراق. لهذا السبب يدخل متى يشاء ويخرج متى يشاء من العراق».
وأضاف «بالتالي، لم تكن الأصول العامة للدولة العراقية ضمن أولوياته، مشيراً إلى «أن الحكومة العراقية فرضت على قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني الذي خلف سليماني أن يأتي بتأشيرة دخول ويدخل من الباب الصحيح».
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية القبض على عنصرين بداعش في كركوك اشتركا بهدم الجسر الرابط بين المحافظة وناحية الرشاد. وقالت الوكالة في بيان، إنه من خلال متابعة عناصر عصابات داعش الارهابية، تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة بمديرية استخبارات كركوك في وزارة الداخلية من إلقاء القبض على ارهابيين اثنين مطلوبين وفق أحكام المادة (4 إرهاب) لانتمائهما بما يسمى ديوان الجند». وأضافت، أنه من خلال التحقيقات الاولية معهما اعترفا بانتمائهما لتلك العصابات الإجرامية عام 2014 واشتركا بمعركة الفتح المبين في كركوك، وكذلك بالهجوم على قوات البيشمركة عام 2015، فضلاً عن اشتراكهما بهدم جسر مريم بيك الرابط بين كركوك وناحية الرشاد. كما اعتقلت قوة مشتركة من مديرية شرطة النمرود التابعة لقيادة شرطة نينوى اثنين من عناصر داعش الإرهابية.
ضمان نزاهة الانتخابات
أكد الرئيس العراقي برهم صالح ضرورة ضمان نزاهة الانتخابات المبكرة في السادس من يونيو المقبل، وحسم مسألة التصويت على قانون المحكمة الاتحادية، وذلك خلال لقائه في بغداد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان. وبحث الجانبان بحسب بيان صادر عن الرئاسة العراقية الاستعدادات لإجراء الانتخابات المبكرة، والتأكيد على ضرورة تعاضد جهود الجميع لضمان استقلاليتها ونزاهتها واستعادة ثقة المواطن بها، وتمكينه من ممارسة حقه الدستوري بعيداً عن التزوير والتلاعب.