عدن، الرياض (وكالات)

جدد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك أمس، اتهامه ميليشيات الحوثي الانقلابية، بالتورط في الهجوم الصاروخي على مطار عدن، الأربعاء الماضي، موضحاً في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» أن الدليل على ذلك، هو التقنيات المستخدمة التي تعتبر من السمات المميزة لاستراتيجية الانقلابيين، ولافتا إلى أن الهجوم كان يهدف إلى القضاء على الحكومة الجديدة عند وصولها إلى المدينة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة 110 آخرين. وقال عبدالملك: «إنه هجوم إرهابي كبير كان يهدف إلى القضاء على الحكومة، لقد كان رسالة ضد السلام والاستقرار في اليمن.. الحوثيون مسؤولون عن الهجوم على المطار، وهجوم بطائرة مسيرة على القصر، بعد وقت قصير من نقل الحكومة هناك». وأضاف:«3 صواريخ دقيقة التوجيه أصابت المنشأة، مستهدفة الطائرة وصالة الوصول وصالة كبار الشخصيات في المطار.. لقد كانت دقة التوجيه كبيرة.. كانت عملية ضخمة».
من جهته، أكد الناطق باسم الجيش الوطني العميد الركن عبده مجلي، أن ميليشيات الحوثية، باتت أخطر الجماعات الإرهابية في المنطقة، ولا تقل خطورة عن داعش والقاعدة، وأنها ترتكب جرائم حرب بصورة شبه يومية، وتنتهك حقوق الإنسان، متلذذة بسقوط الأبرياء بشكل سافر وجبان. وقال لـ«سبتمبر نت» إن المجزرة التي تسببت باستشهاد 25 مدنياً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، في مطار عدن الدولي، هجوم إرهابي غادر وجبان، لا يقوم به إلاّ من تخلّى عن كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية».
ولفت إلى أن الجرائم أصبحت سلوكاً متأصلاً في الميليشيات الانقلابية، التي تنتهز أي فرصة لارتكاب جرائمها مستهدفة أكبر قدر من الضحايا المدنيين، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، وسيتم محاسبتها عليها آجلاً أم عاجلاً. وأكد أن الهجوم الإرهابي لن يعرقل سير عمل الحكومة والمضي في تنفيذ اتفاق الرياض، واستكمال الشق العسكري، وأن الحكومة ستستمر في أداء مهامها ومسؤولياتها، ومنها دعم الجيش الوطني، الذي هو ماض في معركته ضد الميليشيات وسيعمل على هزيمتها وتخليص كل شبر من أرض الوطن من إرهابها وطائفيتها وأجندتها التي تعدّ خطراً على الشعب ومقدراته.
وأشار مجلي إلى أن الحكومة بكل وزاراتها ومؤسساتها ستمضي في تحقيق الأمن والاستقرار ومواصلة استعادة الدولة والشرعية ومحاربة الانقلاب والإرهاب، وبدعم ومساندة من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال إن دماء الشهداء، لن تضيع سدى، وأن الجيش الوطني سيواصل تحقيق الانتصارات، والتخلص من الميليشيات الحوثية، تحقيقاً للعدالة وإرساءً لقيم الدولة، وأنه سيظل ضد الجماعات الإرهابية، هازماً لمشاريعها التدميرية، التي عبثت كثيراً بالشعب اليمني، وحان القضاء عليها. وأضاف «أن الصمت الدولي هو من جعل الميليشيات تتجرأ لارتكاب مثل هذه الجرائم، فهي افتتحت العام 2020، بقتل أكثر من 70 مدنياً، وهم يصطفون للصلاة في مسجد بمحافظة مأرب، وها هي تختتم العام بمجزرة في مطار عدن الدولي وبأسلحتها من الصواريخ والطائرات المسيرة التي تقصف بها الآمنين، وكما عملت في أكثر من محافظة يمنية».
إلى ذلك، شيعت محافظة تعز أمس جثمان الصحفي أديب الجناني الذي استشهد في الهجوم الغادر على مطار عدن. وعقب التشييع، نفذ صحفيون وإعلاميون وقفة احتجاجية نددوا خلالها باستهداف ميليشيات الحوثي للصحفيين وتماديها في قتل واعتقال العشرات وتدمير المؤسسات الصحفية وقمع وانتهاك الحقوق والحريات. وطالبت الوقفة الاحتجاجية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الفاعلة بالضغط على الميليشيات لوقف استهداف الصحفيين وعدم إفلاتهم من العقاب نتيجة استمرارهم في قتل الصحفيين.

الحكومة اليمنية: مقتل موظفي الصليب الأحمر «عمل إرهابي»
وصفت الحكومة اليمنية، أمس، مقتل 3 من موظفي الصليب الأحمر الدولي في الهجوم على مطار عدن الدولي الأربعاء الماضي، بالعمل الإرهابي. وأعرب رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، خلال اتصال مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، عن ثقته في أن مثل هذه الأعمال الإرهابية المدانة والمجرمة وفق كل الأعراف والقوانين الدولية لن تثني الصليب الأحمر في استمرار نشاطه الإنساني النبيل والقيام بواجباته. مؤكداً أن الحكومة لن تتوانى عن توفير كل أشكال الحماية اللازمة للعاملين الإنسانيين والمواطنين. مشدداً على أن من ارتكب هذا الهجوم الإرهابي لن ينجو بفعلته وستطاله يد العدالة مهما طال الزمن. فيما أكد ماورير استمرار عمل اللجنة في اليمن، وعبر عن رغبته في زيارة عدن من أجل تنشيط مجالات التعاون في عدد من الجوانب خلال الفترة المقبلة. وشدد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، على أهمية تكثيف النشاط الدبلوماسي لفضح انتهاكات ميليشيات الحوثي، وإظهار عرقلتها المستمرة لجهود السلام في اليمن، وقال: «إن المجتمع الدولي استشعر مدى فظاعة الإجرام الحوثي بعد استهداف مطار عدن».